مقالات

هاجر سليمان تكتب: نظاميون يحاربون الدولة

العنوان الذى تصدَّر زاويتنا ليس عنواناً للاثارة او لفت النظر، وانما هو عين الحقيقة، وهو ما يحدث تماماً هذه الايام .
هنالك نظاميون كرسوا جهدهم واستغلوا سلاح الدولة وشرفها الذى منحتهم له كى يحافظوا على امن وسلامة الوطن والمواطن، الا انهم استغلوا ذلك فى تنفيذ أجندة ومكاسب شخصية ومادية، وسعوا بكل ما يملكون من سلاح وعتاد لمحاربة الدولة والمواطن وتدمير الشباب ودس السم فى الدسم .
وبدلاً من ان يكونوا هم المنقذ للوطن والمجتمع، اصبحوا هم السبب الرئيس فى تدميره بتدبيرهم ومكائدهم وفعلهم الشنيع الذى يمثل حرباً ضروساً ضد الدولة، فمن المؤسف ان يتلقى الوطن طعنة نجلاء فى خاصرته من يد بنيه المنوط بهم حفظه وحفظ هيبته وسيادته .
فمن العار ان يحارب القانون رجال القانون أنفسهم، ومن الخزى والعيب ان يحمل نظاميون السلاح فى وجه اخوتهم فقط فى سبيل خرق القانون وممارسة انشطة غير مشروعة، بل وهدامة تهتك النسيج المجتمعى المترابط.
الآن فقط اكتملت لنا الصورة وباتت واضحة للعيان، واصبحنا نعرف من يريد لشباب الوطن الدمار ومن يسعى لتشتيت شمل الاسر وتفكيك المجتمع الى اشلاء يصعب جمعها .
فقد تبين لنا ان الذين يخالفون القانون ليسوا اولئك الشباب الذين يفتلون خصلات شعرهم ويرتدون البنطلون (الناصل) وينادون بالفم المليان (مدنيااااااو) و (تسقط بس)، ولكن للأسف من يخالف القانون الكثير منهم يرتدى زياً رسمياً ويحمل سلاح الدولة ويدعي النظامية، وهو فى الاساس خالي الذهن من المعنى الحقيقي للجندية والعسكرية، ويجهل تماماً معنى ان يكون هنالك وطن مكلوم .
وصدق من قال ان آفة الدولة ليست المدنيين وانما بعض العسكر، وتقول الحكمة: (حينما يمسك بالبندقية مجرم وبالقلم جاهل وبالسلطة خائن يتحول الوطن الى غابة لا تصلح لحياة البشر).
لم نقل ما قلنا من فراغ، فقد رصدنا تجاوزات لنظاميين، فقبل يومين القت شرطة مكافحة المخدرات القبض على نظاميين بينهم ضباط وبينهم من يتبع لحركات مسلحة وتجرى ترتيبات دمجها، وهم يستغلون سلاح الدولة ومركباتها ويسخرونها لنقل وتهريب المخدرات من مناطق الزراعات للخرطوم، ليتم ترويجها وبيعها للشباب لتدميرهم وتحقيق مكاسب شخصية، وقام العسكر باطلاق النار على الشرطة.. تخيلوا حينما يرفع رفيق الخندق سلاحه فى وجهك ليخون الوطن اعلاءً لجيبه الخاص .
وتلك لم تكن الحالة الاولى فقد سبقتها حالات، إحداها لنظاميين حملوا السلاح فى وجه الشرطة داخل مستشفى الشرطة وذلك قبل اشهر، وقاموا بتحرير اخطر تاجر مخدرات وهو رفيقهم .
وحوادث تورط النظاميين كثيرة، اذ سبق ان استشهد ضابط شرطة بعد ان اطلق عليه نظاميون النار اثناء مطاردة لتوقيف عصابة مخدرات. وقدمت الشرطة الشهيد تلو الشهيد في معارك للاسف قادها نظاميون يشكلون مافيا مخدرات ضد الشرطة التى تكافح وتحارب وتجد الصدود والمقاومة .
ومن الصعب محاربة المخدرات فى ظل رعايتها من قبل عناصر ينتمون للدولة ويشكلون درعاً لمحاربتها ويقدمون فروض الولاء والطاعة لتجار مخدرات بدلاً من قادتهم، ليشنوا بذلك حرباً ضد الدولة .
وطالما ان الحركات المسلحة باتت تتورط هى الاخرى فى عمليات تهريب وتجارة المخدرات، فمن باب اولى ان تضع الدولة ضوابط صارمة تحكم عمليات الدمج والتعيين فى القوات النظامية، حتى لا تكون قد ملكت القوة والسلاح للمجرمين ليحاربوها به .
واخيراً .. طالما ان تجارة المخدرات بات يرعاها نظاميون فعلى الشعب السلام.. وكما ما قال ظريف المدينة: (نجيب ليكم وطن من وين يا حبايبي).
كسرة :
حمدوك طالب بتشكيل لجنة تحقيق حول فيديو اظهر اعتقال شاب داخل مستشفى من قبل الشرطة.. فلماذا لا يطالب حمدوك بتشكيل لجنة تحقيق لمن يصوبون سلاحهم ضد الشرطة؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى