مقالات

سليمان الماحي يكتب: منتخب التمباك

تعكس نتائج المنتخب السوداني لكرة القدم في منافسات كأس العرب التي تقام  في العاصمة القطرية الدوحة الوضع السيء جدا الذي يتمرق فيه السودان في ظل حكومة الفترة الانتقالية حيث بات الفشل عنوانا لمسيرة الحياة وتشكل  الهزائم الكروية الموجعة المتكررة التي حلت بالمنتخب السوداني جراء لقاءات مع المنتخبات العربية الشقيقة عندنا لها .

الجمهور السوداني المقيم في دولة قطر – بارك الله فيه – هيأ نفسه  مبكرا للوقوف مشجعا بقوة لمنتخب بلاده لكن خاب ظنه عندما تجرع ذلك  المنتخب هزائم قاسية شكلت فضيحة كروية قاسية أصابت أبناء السودان  بالاحباط قبل أن تصيب اللاعبين أنفسهم وأم الهزائم جاءت من المنتخب المصري  بخمسة أهداف نظيفة في مرمى أبوعشرين الذي لا يتحمل مسؤوليتها وهو ما أجبر الجمهور على مغادرة  الملعب مهرولا نحو أبواب الاستاد قبل انتهاء المبارة وهو كارها أو لنقل حسرة وخوفا من مشاهدة  ما تبقى من زمن المباراة التي أراد لها اللاعبون بأن تكون لعبة في غير كرة القدم .

المنتخب السوداني خاض المنافسة  منذ هبوطه في مطار الدوحة مع سلطات الجمارك التي ضبطت معه  50 كيلو جراما من مادة التمباك المحظورة في كل دول الخليج حيث القانون يجرم عليها لما لها من أضرار صحية مؤذية  يبدو انها ما تزال غائبة عن سماع السودانيين وبخاصة الذين اصطحبوا معهم التمباك لغرض التعاطي أو التجاري عله يكون بديلا عن الخسائر التي تنجم عن المباريات  لكن بعكس ما كان يشتهي اللاعبون فقد خسروا والتمباك والمباريات معا .

وعودة الى المباريات التي لعبها المنتخب السوداني فقد غاب عنها  الأداء الكروي الجماعي وعاب اللاعبون بطء التحرك والاستسلام للخصم وبرأي  بعض مواقع التواصل الاجتماعي فان حدث في المباريات كان نتيجة وقوع اللاعبين تحت سيطرة ( قريفة )  التمباك وهي حالة جعلت المهاجمين يخطئون تمرير الكرة ويهربون بعيدا من المنطقة التي يقف فيها حارس مرمى الفريق المصري  في حين جاءت تسديداتهم بعيدة عن المرمى فلم نراها موجهة صوب مرمى الخصم بينما في وسط المعلب مارس لاعبو المنتخب السوداني  رياضة غير كرة القدم وهو الشيء الذي تسبب في طرد أثنين من لاعبيه بالبطاقة الحمراء .

والملاحظة الانطباعية التي نخرج بها أن الرياضة في السودان تمضي إلى الخلف دور ومن أبرز دلالتها  تلك النتائج السيئة التي حققتها الفرق الرياضية في الفترة الأخيرة سواء النسائية أو الرجالية ونقول بالفم المليان أن تلك النتائج  لا تنسجم مع تاريخ السودان الرياضي العريق وهذا ما شهد به معلقو المباريات حيث الإنجازات كانت عديدة وفي كل المناشط الرياضية والسبب في ذلك يعود الى الاهتمام الرسمي والروح الوطنية العالية للاعبين وأيضا من قبل  الفرق و المنتخبات ونسأل هنا بصوت مسموع كيف يمكن ان تتقدم الرياضة بينما الكادر البشري يفتقد الاحساس الوطني والروح التنافسية وعوامل أخرى مهمة والأسوأ في ذلك عدم توفر الامكانات والملاعب ؟..

  وتلك قضايا يحدونا الأمل بأن تجد لها حلا عاجلا من قبل الكابتن الدكتور علي قاقارين وزير الرياضة وهو شخصية رياضية  تعشق رياضة كرة القدم وعلاوة على أنه يحظى باحترام وتقدير الجمهور الرياضي .

بهذا الإنجاز الرياضي السيء  يكون منتخب السودان لكرة القدم قد اقترب كثيرا  من مغادرة الدوحة ووداع الأشقاء العرب عائدا إلى الوطن ليرتاح من كرة  القدم انتظارا ويخوض منافسة هذه المرة مباراة من نوع اخر هي الوقاية من وباء المتحور أوميكرون

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى