الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
كثير هي الدروس والعبر التي خرج بها العالم من جائحة كورونا التي اناخت برحالها علي مشارق الأرض ومغاربها ضيفا ثقيلا استعصي الفكاك منه حتي الآن، غير أنها أظهرت بوضوح معادن الناس وصفاتهم الحقيقية، أوضحت بجلاء اننا ندعي امتلاكنا المشاعر الإنسانية الدفاقة والمرهفة.
غير أن الحقيقة ظهرت مثل الشمس في رابعة النهار أن كثيرون لا علاقة لهم بتلك الانسانية التي صدعوا رؤوسنا بها والتي امتلأت بها كتبنا ومناهجنا، وللأسف تكشفت لنا انها مجرد مشاعر مزيفة،وماهي الا لفظ يجري اللسان ولا مكان له في الدواخل.
فقد ظهرت اصناف متعددة من الناس منهم أولئك الذين استغلوا هذه الازمة أسوأ استغلال خاصة التجار الذين لم يفكروا في أن يرحموا من في الأرض حتي يرحمهم من في السماء.
و مايحدث حاليا من استغلال وجشع بمختلف الدول العربية جعلني استدعي مقالا كتبته ونشرته في صحيفة تشرين في بداية الازمة في سوريا عن جشع تجار الازمات الذين استغلوا الحرب لرفع الاسعار على هواهم، كنت اعتقد ان تجار الازمة موجودون عندنا فقط ولكن للأسف تجار الازمة منتشرون في اي زمان ومكان يستغلون أي شيء ليملؤوا جيوبهم وخزناتهم ولو كان هذا على حساب حياة غيرهم.
اليوم مثلا قيل ان البرتقال والموز هما مساعدان للوقاية من فايروس كورونا وما ان سمع التجار بهذه المقولة حتى ارتفعت اسعار البرتقال الى اضعاف سعره القديم والحال نفسه بالنسبة للادوية المسكنة او الفيتامينات حتى المعقمات وادوات التنظيف لم تسلم منهم.
الحال اننا نعيش في بلد فقير نسبة الفقراء فيه اكثر من النصف وجاء كورونا ليقضي على النصف الاخر، اغلب الناس لا يستطيعون شراء علبة مسكن للألم فما بالك بباقي الادوية والوصفات.
كورونا أثبت هشاشة مجتمعاتنا وضعفها وقوة الغرب وانسانيتهم .
كورونا لا يقتل الفقير فقط هو لا يفرق بين فقير وغني كل مافي الامر ان الغني لديه فرصة للعلاج تفوق فرصة الفقير ولكن الاعمار بيد الله .
اقول لتجار الأزمة لن ينفعكم جشعكم ولا نقودكم اذا ما قرر هذا الفايروس القضاء عليكم .
لن ننجح في النجاة من فتك هذا الفيروس وآثاره الاجتماعية والاقتصادية المدمرة ما لم نفكر بطريقة جماعية في كيف ننجو جميعا، وليس بطريقة “نفسي نفسي”، فأولى خطوات مجابهة الجائحة هي تكافلنا وترابطنا معا، وتفكيرنا الجمعي في كيفية مساعدة بعضنا البعض.
فالقصص القادمة من وراء المحيطات تحكي كيف أن أهل الغرب سارعوا إلى أعمال الخير والبر لإغاثة مجتمعاتهم والتكافل لعبور الأزمة، وهي أعمال من صميم ديننا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، لكننا ننسى وتقتلنا الأنانية!!
لذا الزموا منازلكم فتجار الأزمة لن يرحموكم حالهم كحال هذا الفايروس.
*سورية مقيمة بالسودان
The post السورية ميريام عمران تكتب للانتباهة: كورونا كشفت انسانيتنا المزعومة appeared first on الانتباهة أون لاين.