غير مصنف

السودان: مزاهر رمضان تكتب: انخفاض قيمة الجنيه والإنسان

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

وهج الفكرة … مزاهر رمضان

كل الأشياء ترتفع أثمانها وقيمتها إلا الإنسان والجنيه السوداني…هذان تتراجع قيمتهما كل يوم ولا ندري إلى أي درك يسفلان.
عندما نرى جشع التجار وفرحتهم بجنون الأسعار لحد أعجز (مهدودي) الدخل عن شراء كثير من السلع الضرورية ندرك تماما أن المال أهم بكثير من الإنسان.
وعندما يطرح البعض في الأسواق سلعة فاسدة أو أدوية فاسدة يدرك أنها ستؤدي بحياة الكثيرين دون أن يطرف له جفن تدرك عندها كم هو رخيص هذا الإنسان.
وعندما ينشغل الساسة بخلافاتهم وانشقاقاتهم ويعمقونها على حساب الإنشغال بمصالح الشعب وينزوي العلماء ويتطاول الجهلاء تدرك كم هو رخيص هذا الإنسان.
وحين يثيرون نار الفتن والقبلية فيتساقط الأبرياء صرعى تدرك أن الأرواح لا قيمة لها.
عندما يكثر الكلام والجدل العقيم وتقل الأفعال النافعة تدرك كم هي المعاناة.
عندما يبيعونك الوهم ويحددون مقابلا لكل منفعة ثم يعرقلون طموحك ويضعونك على حد الكفاف المادي والمعنوي تدرك عندها قيمتك (المافي).
التنافس على الدنيا يعمي البصر والبصيرة..الكل يريد أن يأخذ الكثير ويعطي القليل..وفي غمرة ذلك تضيع قيمة الإنسان..فالطامع نسي أن قيمة نفسه ليست في المال فقط ولم يأبه لذلك فأذلها لمطامعه…ونسي أن الناس فيهم الفقير والمسكين والعاجز عن الكسب ولكنه في سبيل إشباع مطامعه يدوس على الكل بلا رحمة وكأنه أسقط من حساباته الموت والآخرة.
كان عمر بن الخطاب يقول (لو عثرت بغلة بالعراق لرأيتني مسئولا عنها أمام الله) فكيف به لو أطل على زماننا فرأى كيف يموت الإنسان تحت وطأة الإهمال والاحتقار واليأس وذل الحاجة وتراكم الضغوطات والتهميش.
كان يتفقد الرعية بليل لأنه يعرف أن فيهم المرأة الضعيفة وذا الحاجة الذي لا يستطيع تبليغها…يفعل ذلك احتراما لإنسانيتهم وحفاظا على كرامتهم فيقضي حاجتهم دون ضوضاء.
لن تعود الخلافة الراشدة ولن يعود الإنسان (إنسانا) لأنه لا يأتي على الناس إلا والذي بعده أسوأ منه حتى تقوم الساعة على شرار الناس كما أوردت الأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
نقطة أخيرة
اصنع قيمتك بنفسك وتخلى عما يذلك واعلم أنك عند الله مكرم ما دمت إنسانا بحق.

The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: انخفاض قيمة الجنيه والإنسان appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى