من أعلى المنصة
ياسر الفادني
مدني… مدينة لا تتسكع !
(ودمدني) مدينة لاتهدا ألقا وجمالا ، قبلة للخير ومنبعا للفكر ومنبرا للثقافة والرياضة والمحبة والرأي، تسكعتُ بداخلها لكن تسكعي تحول إلي هرولة ثم جريا حتي أجاري حركتها السريعة إبتسامة وإنجازا وجمالا، مدينة إن نامت تصحي مبكرا علي صوت النقاء (الصلاة خير من النوم ) ، إن كنت عابسا ودخلتها تبتسم إبتسامة عريضة ،هي مدينة يجوز لنا أن نقول بلا منازع : أنها درة مدن الجزيرة وعروس وسط السودان
والي الجزيرة الذي يسكن فيها لايهدا من إنجاز في ولايته ويمكن القول : أنه أرجع لها الآن شكل الإبتسامة التي توارت عنها في عهد سقيم مضي ، همه هذه الولاية وهمه معاش أهلها وخدمتهم وتأهيل الطرق التي لم يهتم بها من سبقه ، لعل المعرض الذي يقام الآن في نادي الجزيرة واحد من هذا العصف المجتمعي الخدمي الكبير الذي يصب في تخفيف أعباء معاش الناس ، فرق كبير بين أسعار السوق وأسعار هذا المعرض علي سبيل المثال لا الحصر جوال الدقيق في الخرطوم سعره ١٣ الف جنية وجدته في هذا المعرض بمبلغ وقدره ٩ الف جنيها ونصف ، يذكر الوالي أنه صرف مبلغا ضخما من خزينة الولاية للوصول إلي مايبتغيه لتخفيف المعاش علي الناس وهذا لعمري لايدخل في باب التبديد بل يصب في محيط ما ينفع الناس
المعرض ما أعجبني فيه أن أمسياته كل يوم فيها تظاهرة ثقافية فنية راقية أظهرت مواهب عديدة وهذا ما تتميز به هذه الولاية ، هوقبلة لأهل مدينة ودمدني وفرصة جميلة للترويح والاندياح النفسي و المعنوي الإيجابي
عرفت تماما الآن لماذا والي الجزيرة بلغ هذا النجاح ؟ الرجل الذي تجده طوال اليوم في حركة تشبه حركة النحلة في نشاطها الذي يتمخض عنه عسلا مصفي ، والي الجزيرة يمكن القول أن له جهاز تنفيذي يصل حد الروعة ، أبو سالف وزير التخطيط العمراني الأنيق شكلا والصافي قلبا الحكيم قرارا والجميل مكتبا ومكانا، وزير التربية الذي يحمل علي كتفيه هم التعليم والتعلم والذي كانت ولايته مستقرة تعلميا إلي حد ما مقارنة بالولايات الأخرى، وزير الثقافة الذي له خبرة في العمل الثقافي بحكم تجربته التي نالها من التنقل داخل هذه الوزراة منذ زمن مضي ويهتم بالثقافة والابداع والإعلاميين
آمين عام الحكومة الذي أتهم جزافا أنه مصدرا للتخويف و بعبعا للبل من رهط من الرجرجة والدهماء الذين لا يفقهون ، هو غير ذلك ، رجل عندما تجلس معه تحس بأنك أمام مرجع شامخ وظاهر في علم الخدمة الخدمة المدنية ويعرف مداخلها واضابيرها وحريص جدا علي تطبيق لوائح العمل وتنفيذ ومتابعة قرارت مجلس الوزراء ولا يجامل، وزير الصحة يعتبر من الوزراء الفعالين ولايهدا له بال إلا والقطاع الصحي وخدماته تسير بصورة طيبة ويقف عليها بنفسه ، امين ديوان الزكاة قدم برنامجا مجتمعيا بمبالغ ضخمة ومستهدفين نوعيين يستفيدون من خدمات الزكاة في هذا الشهر المعظم ، شاهدت مدير شرطة الولاية اللواء ( الصقري) الرجل المحبوب نحيف الحسم لكن في قلبه الأسد الهصور سمين بالحب والاحترام من قبل أهل مدني يقف مع منسوبيه من شرطة المرور في شارع النيل يشير بيديه متوسطا الشارع ينظم حركة سير العربات لأول مرة أشاهد هذا الموقف من أعلي قمة شرطية في ولاية !
مجلس وزراء حكومة ولاية الجزيرة ظل يتنقل من قرية إلي قرية وهذا أسلوب إداري تنظيمي فريد تظهر فيه قيمة الاستضافة المجتمعية لقياداتهم، بالأمس انعقد مجلس الوزراء بقرية الكمر جنوب الجزيرة، شاهدت الإنفعال الكبير والكرم والحفاوة من قبل أهل الكمر ترحيبا بالوزراء وتم عقد الإجتماع في نادي القرية الانيق الجميل الذي يعكس ويشبه سكان هذه القرية الوداعة في قلب مشروع الجزيرة والتي تحيط بها الحقول التي إشتعلت قمحا ووعدا وتمني ولوزات القطن البيضاء التي لونها كلون قلوب أهل هذه المنطقة ، تنقل إجتماعات الحكومة فيه فائدة لأهل المنطقة من حيث تقديم خدمات إضافية لهم كما حدث بالأمس بتبرع السيد الوالي بمبلغ سخي دعما لمستشفي الكمر للنساء والتوليد
إنها مدينة ودمدني التي لا تتسكع ولا تقبل المتسكعين ، حتي الذي به صفة التسكع إن دخلها يتنقل إلي مرحلة الركض سريعا مع الإبتسامة العريضة حتي يلحق ولا يكون في المؤخرة ، إنها المدينة الفاضلة وذات القيادات المستنيرة ، هي مدني التي تجيب عظمة وواقعا علي سؤال الفنان محمد الأمين عندما غني : روحي ليه؟ ( مشتهيه) ….. ودمدني ؟.