مقالات

اسحق احمد فضل الله يكتب: يوم في حياة كاتب يحدث نفسه

وركام الأجساد الآن في أنحاء الأرض…. كأنها اوراق الاشجار الجافة والاقدام التي تجري فوق الاجساد هذه مذهولة تهرب في جنون والشعور الهائل بالعدم وباليأس….. اشياء هي ما يشكل الان كل شيء… السياسة والفنون والازياء والاقتصاد والادب ومعنى كل شيء…

وازدياد العطش كلما شرب الناس من البحر هذا…

والبديل هو الدين… لكن عندنا في السودان حكاية الشخصية المشهورة  التي حين يخبرها الطبيب بان الخمر اكلت كبدها… وانه إن شرب… مات…. الرجل يقول للطبيب

:: يعني مافي حتة ولو لكاس واحدة؟؟

امر الناس مع الدين/ مع الهروب من الدين/ شيء مثل ذلك

…….

نمشي ونركل الحصى ونحن نفكر في ما يجري

وضرورة التغيير

….. وذاكرتنا تقول

الكيمياء…الفيزياء قوانين الوجود كلها لا تبدل طبيعتها…. ونحن نريد منها ان تبدل طبيعتها لتوافق اهواءنا وشهواتنا

وللتوافق هذا نفعل اغرب الاشياء…

الناس حين يجدون انه لا يمكن الجمع بين ما نريد…. وبين الاسلام.. وحين نجد انه لا يمكن التخلي عن الاسلام ولا يمكن التخلي عن شهواتنا نفعل شيئاً….

وهو ان الناس ( يبتكرون) شيئاً مصنوعاً مما يريدون ويكتبون عليه ( اسلام)… وهكذا يحتفظون بهذا وبهذا…

……..

ونمشي ونركل الحصى ونبحث عما يجب ان يكون

وذاكرتنا تستعيد الاغنية الجنوبية القديمة….

وصوت المغني ما زال في ذاكرتنا

(( اوووه… سوري اكواني مندكورو ماتو  سمبلة))

والاغنية تتحدث عن مذبحة التمرد للشماليين في توريت في اول التمرد… وكيف ان الشماليين  ذبحوا ببساطة… اوووه  سوري اكواني…

وكأن كل شيء يشترك معنا في الحوار والالم

والموت سمبلة في انحاء العالم هذه الايام مفهوم لكن الالم يصبح عندنا مضاعفاً  لما تقول انجيلا ميركل…

:: الهند والصين ملياران ونصف مليار   واديانهم اكثر من الف وخمسمائة دين واله…. وهم يتعايشون…. والعرب المسلمون دينهم واحد وكتابهم واحد ولغتهم واحدة وهم في عداء دائم وحروب سراً وعلناً بصورة دائمة

ونجد ان انجيلا ميركل تقدم شرحاً لما قلناه  من ان الناس حين عجزوا عن تطويع الاسلام حتى يصبح خداماً لشهواتهم  ( فصّلوا).. بتشديد حرف الصاد اسلاماً جديداً علقوه على الحائط وكتبوا عليه…. اسلام

اسلام يستطيع معه من شاء منهم ان يقول لله ان شريعته متخلفة… وان عنده بديل لها..

يقولها وهو يقول انه مسلم

( مع انه قد خرج من الاسلام تماماً بقوله هذا)

ومن يظن منهم انه يستطيع ان يكتم هذا   وان يفعل دون ان يقول

وكأنه يتسلل بالامر دون ان يشعر به الله

………

ونمشي ونركل الحصى والنفس تغلي….. البرهان   الجيش… قحت… فولكر…. الفكي…. سلك… الشيوعي… الجوع والجنون والصراخ المتطاول والخراب والكتابات الكتابات… متى ينتهي هذا؟؟ ونحن مسلمون

ودراسة تحت يدنا تقول….

: ان صلح شيء… اي شيء تحت الاسلام الجديد هذا عندها النجاح هنا يثبت ان دين محمد…. الدين الاصل… هو شيء لا داعي له

لانه قد ثبت ان النجاح ممكن… بدونه…

……….

ونمشي ونحن نركل الحصى والنفس تقول

العالم المتقدم شهادة على تقدم من غير اسلام…

والواقع يقول

:: الابتكارات…. العلوم…. المدن الهائلة…. رفاهية العيش. ووو

لماذا؟

ونقول:: لراحة الانسان

والنفس تقفز وكأنها اوقعتنا في الشرك وهي تقول

:::والانسان دا هل هو مرتاح هناك وسط كل ما وصفت من مبتكرات؟

والنفس هنا وعن (شقاء شقاء شقاء) الناس هناك تقودنا للنماذج

النماذج… نماذج الشقاء هناك التي يرسمها الادب والاخبار والاحداث و…

وسيل من الشواهد…. شواهد تنطلق في براعة…

عن شقاء الضياع… ضياع الفرد وسط الزحام تشتهر حادثة..

ففي اليابان/ وقصة/ احدهم… وحتى يتفرد بشيء ليس عند واحد من الملايين حوله   يصنع شيئاً لا يمكن ان يخطر ببال احد

الشاب يظل يعيش وهو يحمل في جيبه….. قنبلة….ويشعر بالتفرد

ويفاجأ يوماً وهو في الشارع بانفجار

والانفجار يكتشفون انه كان انفجار قنبلة كانت تحملها امرأة في جيبها…

بحثاً بالطبع عن التفرد

التفرد هروباً من الضياع وسط الزحام…. ولا شيء اشد وحشة من زحام لا يلتفت اليك فيه احد

المسرح…. الفنون الابتكارات المباني … الموضة ال.. ال.. كل ما يسبح فيه كل احد في كل يوم هو في النهاية بحث عن شيء يجعل لحياة صاحبه معنى

وجوركي اضخم ادباء السوفيت يقول وهو يتلفت

::  هل حياة الانسان هي ان يولد ويتعلم ويبني ويتزوج وينجب ويموت…؟؟

هذا هو اديب الشيوعيين

وهذا يذكرنا باديب الوجوديين… سارتر  وكلمة مثلها وهذا يذكرنا بسويدي والماني  و…

والسؤال عن المعنى يصل الى انه يجمع بين العجوز في اقصى شمال السويد الجليدي وبين العجوز من قبيلة جنوبية سودانية.. ففي السويد العجوز هناك يقرر فجأة الذهاب الى النهر الاصفر…. ويقيمون له حفلاً ثم يذهب الى الغابة الجليدية ويشعلون له ناراً   ويتركونه… وبعد لحظات تظهر العيون اللامعة حوله   عيون الذئاب…. وما يتبع معروف

وفي جنوب السودان العجوز يقرر انه ذاهب الى الاجداد…. ويقيمون له احتفالاً   وبعد حفلة السكر يرقد في حفرة ويدفنونه…

………

لا حديث اليوم عن البرهان وقحت ..و… لان الامر دون جذر هو ساقية من البحر للبحر

ما لم يسلم الناس لرب العالمين ولدين محمد دون نقصان دون تبديل دون خوف  فانه لا حل لشيء مهما ظللنا نلهث..

ولعلنا نتابع فقد فترنا من المجاملات…

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى