من أعلي المنصة
ياسر الفادني
نطق دهرا وسكت قهرا
فولكر بيرتس رئيس بعثة يونتامس هذه الأيام في حيرة من أمره ، إتخذ جانب السكوت القهري بعد أن إتبع أسلوب (البري التقيل ) ! من قبل تارة في الميديا وتارة أخري في باحات قاعات فندق السلام روتانا ، إختلط عليه الأمر تماما بعد إنسحاب المكون العسكري من حوار الآلية الثلاثية ورجع إلي الثكنات مراقبا ويمتلك زمام المبادرة مستقبلا ، الخطوة التي إتخذها البرهان في خطابه قبل أسبوع (جهجهت باكات الراجل) وتغير لون عينيه الخضراوين إلى اللون الأصفر شاكيا من اليرقان السياسي !! ذو الأربعة( صلايب) !! صليب الفشل وصليب من كان يحميهم ويدعمهم وصليب المال الذي رصدته له الأمم المتحدة للآلية الثلاثية وصليب الخيبة التي صدمته في الثلاثين من يونيو المنصرم ، كل هذه الصلايب طلعت ( صليبو) !
فولكر بدأ الحوار التقني بداية خاطئة ، من الأخطاء القاتلة التي إرتكبها هي مبدأ الإقصاء والتهميش الذي إتبعه وجهل أهم مكونات المجتمع المدني الطرق الصوفية والإدارة الأهلية ، اللجنة العسكرية عندما جلس معهم اشاروا لهذه النقطة المهمة التي لابد أن تعالج وحتي الذين حضروا الجلسة الأولي للحوار التقني قالوا ذلك ، الحوار التقني تمت فيه جلسة واحدة ورفع في إنتظار الفجر الكاذب الذي إنتظره فولكر بعد أن(تم خَمَه ) من قبل الحرية والتغيير المركزي بأن الثلاثين من يونيو سوف يكون اليوم الحاسم لإسقاط الإنقلاب وصدق ذلك بل دعم هذا الحراك خفية وأنتهى زلزال الثلاثين من يونيو وصار كالعروس التي كثرت الدعاية لها بأن شعرها كذا ووجها كذا و قوامها كذا و دخلت (الكوافير ) وخرجت قبيحة الوجه و(حالقن ليها صلعة) !
يبدو أن فولكر لم يكن يتوقع ما فعله البرهان ، لعل الخطاب الذي ألقاه كان مفاجأة له ويوما أسودا لأنه لخبط كل حسابته التي كان يحسبها هو يفاوض شقين شق عسكري وهم الحنرالات الذين استفردوا بالحكم والشق الأخر هم المدنيين الذين يعارضون العسكر ويظن واهما أن السواد الأعظم فيهم هم قبيلة (بني قحت) بعد أن اوهموه هم بذلك وساقوه بخلاء كولونيا واشتوتغارد مرورا بفرناقة البطانة وحفر شارع الهوا ! ، بإنسحاب العسكر من الحوار فقد كفة مهمة في ميزان الحوار الذي يريد أن يقوده علي حسب مزاجه وهواه لكن (راح عليه الدرب) !
إنسحاب الكتلة الأفريقية من الآلية الثلاثية حين (زعلة) ! علي حسب قرأتي لقوة جاذيبة الإتحاد الافريقي والايقاد لم يؤثر علي فولكر لأنهما قي جملة الآلية مضاف ومضاف إليه مجرورين بالكسرة الظاهرة علي أخرهما ! ، لاوزن لهما ولا كاريزما دولية يمكن أن تشكل موقفا كالاتحاد الأوربي أو الناتو وليس لديهم مال يمكن أن يدعموا به الدول الفقيرة لم نر مشروعا تنمويا قام في السودان موله الإتحاد الأفريقي ولا الايقاد ، لا صوت لهما دوليا يُسمع والمثل يقول : ( المِفَلِّس لايُسْمَع كلامه ) ! ، إذن الكتلة الأفريقية قعدت مع فولكر أو خرجت ليست ذات تأثير
الخطة القادمة لفولكر هي) تحنيس) العسكر للدخول مرة أخري في الحوار وسوف يرفضون ذلك ، فولكر سوف يجد بعد خروج العسكر معارضة شديدة من الشق المدني برفض الشكل الذي يعمل به الآن وتغيير منهجه إلي (مسهل) فقط وهذا لايريده ، سوف تتقرب إليه القبيلة المشتته التي أصبحت تبحث عن( الرمرمة في الكوش ) ! والتي فقدت الشارع وفقدت العسكر وفقدت الأحزاب الأخرى وسوف تتشبس به حتي تجد مكان ولو مايسع حجم الإبرة ليقفوا فيه ، سكوت فولكر هذه الأيام سببه أن (راسه ضارب) و(اتجهجهت باكاتو) ويحتاج لمزيد الوقت حتي يفوق ويعدل راسه الذي( داش ) ولا أظنه ينعدل .