لقد كان فرعون مصر عاقلا عندما أدركه الغرق لجأ لرب موسى وهارون. ولكن فرعون الأحزاب وهو محاصر بأمواج الحقيقة وسط بحر الأزمات مازال في غيه سادر. وظننا منه أن ميثاق المقاومة الذي طرحه مؤخرا سيكون قارب نجاة. لقد قال فيه القحاتة ما لم يقله مالك في الخمر. قال عسكري: (أجندة ميثاق المقاومة تمثل الجناح المتطرف للحزب الشيوعي).
وقد أهال التراب عليه عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث: (ميثاق إقصائي ولا يعترف بالحرية والتغيير والوثيقة الدستورية. وهو يؤسس لنظام دكتاتوري لم يعرفه السودان. ولن يحل الأزمة السودانية في ظل الإقصاء والاشتراطات وانعدام التوافق).
ولكن للذين يجهلون حقد الفرعون تجاه السودان أرضا وشعبا نقول: (إن المخطط أصبح واضحا متمثل في حرب الشوارع التي تبدأ قريبا بالعاصمة. والدليل العنف المفرط في المظاهرات. والتخريب الممنهج للبنية التحتية. ومهاجمة الشرطة وعدم التورع من قتلها. وليس أمام هذا الفرعون إلا فعل ذلك لعلمه التام بأن الجميع قد تركه في الديار (عاريا إلا من ورق الخيانة والكذب) مع بعض البوم والغربان من قيادات قحتاوية.
وبعد أن أصبح ميثاق الفرعون مادة تندر في الأوسط السياسية. سوف يضرم النار المادية قريبا في السودان. لذا نناشد الحكومة بأن تضع نقطة سطر جديد لهذا الفرعون بقوة منطقها القانوني مقابل منطق قوته التخريبي.
وخلاصة الأمر كل الذي يفعله الفرعون هو البحث عن عودة الدولار مرة أخرى. وأظنه لم يتابع بوتن وهو يقلب صفحة كتاب العالم. لتقرأ الشعوب الدروس المجانية مثل: المحافظة على الجيش الوطني واجب مقدس. المتغطي بالغرب عريان. الوطنية قيمة أصيلة في دين المجتمع. العمالة تجارة الفراعنة المأجورين. الوقوف بباب السفارات طريق دمار الوطن… إلخ. ولكن متى يقرأ الفرعون تلك الدروس ويفهمها وهو أعمى بصر وبصيرة؟؟؟؟؟؟.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي