مقالات

اسماء جمعة تكتب في اليوم العالمي لمنع الانتحار،أين يقف السودان؟

احتفل العالم يوم الجمعة الماضي 10 سبتمبر باليوم العالمي لمنع الانتحار، وهو يوم أعلنته الرابطة الدولية لمنع الانتحار في فيينا عام 2003 ثم أقرته الأمم المتحدة يوما عالميا، وذلك لحث البشر على الحفاظ على أرواحهم مهما بلغ بهم اليأس والإحباط. ويعتبر الانتحار ظاهرة عالمية تؤرق مضاجع الدول الفقيرة والغنية على حد سواء، وينتحر الناس غالبًا بسبب اليأس والإحباط من الظروف المحيطة بهم، مثل الفقر، العطالة، والصدمات، والاحساس بالوحدة، والإصابة ببعض الأمراض النفسية والتفكك الأسري، والإدمان، وتأثير التكنولوجيا الحديثة، وفقدان الاعزاء وغيرها، وبلا شك هناك أعداد كبيرة من البشر في العالم تواجه هذه الظروف ولا ترى حلا غير التخلص من أنفسهم بالانتحار.

وفق إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية، يموت شخص كل 40 ثانية منتحرًا، ومقابل كل شخص انتحر فعلا يوجد أكثر من 40 حاولوا الانتحار، ويبلغ عدد المنتحرين سنويًّا 800 ألف شخص ويصل الرقم احيانا إلى مليون، مع ملاحظة عدم تسجيل كثير من حالات الانتحار؛ لأسباب تتعلق بالثقافة المجتمعية وعدم إفصاح الأهل بأن الوفاة كانت انتحارًا، ويأتي الانتحار في المرتبة الرابعة من الأسباب المؤدية للوفاة لدى فئة الشباب بين عمر 15 إلى 29 عاما، بعد حوادث الطرق والسل والعنف بين الأشخاص.

السودان بلا شك ليس بمعزل عن العالم،ورغم عدم وجود معلومات حديثة متاحة عن الانتحار إلا أنه ومنذ العام 2009 يأتي في مقدمة الدول العربية ولم يتراجع عن مركزه، بموجب تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر تحت عنوان (منع الانتحار.. ضرورة عالمية)، تشير الأرقام التي تم تحديثها في سبتمبر 2016 إلى أن معدل الانتحار في السودان ما زال هو الاعلى بين الدول العربية بمعدل 17.2 حالة انتحار بين كل 100 ألف شخص.

وارجعت المنظمة اسبابه لعدم الاستقرار، والحرب، والفقر، والتشريد، ومعاناة الكثير من الشباب بسبب الشعور بعدم جدوى حياتهم، وبهذا يعتبر السودان الاعلى عالميا.

في ظل انتشار جائحة كورونا ارتفعت حالات الانتحار في العالم عموما، ودول كثيرة زادت فيها النسبة إلى أكثر من النصف، بسبب المعاناة التي فرضتها ظروف العزلة،التي أدت إلى التوقف عن العمل وفقدان الاحبة، والوحدة، ولذلك شعار هذا العام يدعو للعمل مع الذين يواجهون هذه المشكلات لمساعدتهم على عبور أزماتهم.

الظروف التي يمر بها السودان اليوم أسوأ من التي يمر بها العالم،فبالاضافة إلى معاناته من جائحة كورونا، يمر أيضا بظروف سياسية واقتصادية صعبة جدا فرضها واقع التحول الذي ربما يكون قد أدى إلى زيادة ظاهرة الانتحار، لذلك نحتاج إلى معلومات رسمية من الدولة لتقييم الموقف وحتى نعرف أين يقف السودان وماذا علينا أن نفعل لمساعدة الذين يفكرون في الانتحار، فمنع الانتحار ضرورة وطنية أيضا. ومقابل كل شاب ينتحر تخسر الدولة الكثير، ويجب أن يكون للسودان برامج رسمية يتبناها من أجل خفض حالات الانتحار.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى