كل هذه الانجازات الباهرة ويهاجمون لجنة تفكيك الإنقاذ…؟! والذي شهد مؤتمرها الصحفي الأخير لا يستطيع أن يغمض عينيه وقلبه عن المجهود الكبير الذي تقوم به.. ومن يدّعي العصمة للبشر فليبرز لنا حتى نعرف مَنْ هو (نبي الله الخضر) أو مَنْ هو (رفيق النبي موسى) الذي يحتجّ على خرق السفينة وإقامة الجدار..!!
(عفارم) على لجنتها الفرعية في النيل الأبيض التي رصدت الأهوال من فساد الإنقاذ القياسي في كل مضمار؛ وكشفت عبر الوثائق والتحريات المستأنية كيف وضع أوغاد الإنقاذيين الولاية بكاملها (تحت أباطهم)..وكيف أن شخصاً واحداً ينشئ 30 شركة دفعة واحدة، ويمنح نفسه أكثر من 500 قطعة أرض في مخطط سكني واحد ويمنح آخر (من قرابته الإنقاذية) 700 قطعة سكنية..ولا غرابة أن يقتطع إنقاذي آخر مساحة فسيحة تحت اسم (صندوق دعم الشريعة) ثم يقيم عليها (طرمبة بنزين)..!! أرأيتم كيف يتم التلاعب بالدين باسم شريعة الإنقاذ (المدغمسة باعترافهم) والتي تجيز السرقة والنهب..؟! وأعجب لمسؤولين حكوميين وولاة ووزراء وقيادات في (حزب الفساد الأكبر) وهم ينصرفون بالكامل عن واجبات الوظيفة العامة لينهمكوا بكلياتهم في سرقات في وضح النهار لا تستحي ولا تتحرّج..وهكذا تجد مسؤول التخطيط في الولاية يمنح نفسه أكثر من 40 دكاناً في (مربوع واحد) في سوق وهمي..! فماذا بالله يكون تفسير ذلك يا من تترفقون بحرامية الإنقاذ على حساب الوطن والعدالة وتطالبون اللجنة بأن تكف أيديها عنهم حتى يسمح المجلس السيادي بتكوين لجنة للاستئنافات..!
مهما أوتي شخصٌ أو هيئة من مقدرة على الرصد (بما في ذلك لجنة إزالة التمكين) فهو لا يستطيع حصر كل سرقات الإنقاذ حتى في ولاية واحدة مثل النيل الأبيض.. فما بالك بما جرى في 14 ولاية أخرى..؟! الذين يدعون لصوص الإنقاذ للاحتجاج والاستئناف ضد قرارات اللجنة هل سمعوا بما حدث بين والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر وبين (رفيقه في الإنقاذ وشريكه الشخصي) حول عقود قطارات ولاية الخرطوم..؟! هذه حكاية من (ألف ليلة وليلة)..!! فهل يدري إخوتنا من الصحفيين المشفقين على لصوص الإنقاذ من سياط اللجنة أن عقد القطارات قبل أن يبدأ تنفيذ طوبة واحدة فيه تم تعديله (خمس مرات)..وفي كل مرة يتم دفع المقدّم من الخزينة العامة بالدولار.. إلى أن بلغت القيمة الكلية أكثر من 400 مليون دولار..!! وحتى المراجع العام في زمن الإنقاذ أقرّ بأن هذه الشركة لا علاقة لها لا بإنشاء القطارات ولا بالأعمال المدنية.. وأن الشركتين تم إنشاؤهما (في التو واللحظة) وأول عمل لهما (في هذه الدنيا) هو توقيع هذا العقد مع عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم.. وما أدراك ما عبد الرحمن الخضر..!! هذا عدا قصة مسؤول السدود وصاحبه الذي ينتقل به من سرقة السدود إلى سرقة الكهرباء.. فما قولك في مدير إداري ومالي في هيئة الكهرباء الحكومية ينشئ شركة خاصة مع الوالي..ثم يمنحها عطاء استيراد وابورات الكهرباء..؟! لا يحق لنا أن نسأل أين ذهبت هذه الأموال.. و(مبروك علينا) هذه القطارات السريعة ومحطاتها الأنيقة..!!
كل هذا جزءٌ صغير مما قام بهصغار اللصوص مع كبار الإنقاذيين.. فماذا تنتظر عندما يكون الوالي (ما شاء الله تبارك الله) والوزراء ورجالات الحزب الحاكم (كورجة لصوص) يستوردون المخدرات.. ورأس الدولة يغسل الأموال ونائبه ينهمك في تجنيب مال الدولة ويسكن في إقطاعية في (دوقية موناكو) تتوه فيها السيارات بين المدخل وبين موقع غُرف وأجنحة (السلاملك والحرملك) في قصر السلطان عبد الحميد بجوار البسفور..!!… الله لا كسّب الإنقاذ..!!