لم تعلن مليشيا “الدعم السريع” مسؤوليتها عن التفجير الذي نفذ الثلاثاء، ضد مناسبة إفطار جماعي في عطبرة، ولم يستنكر أحد أن تكون مسؤولة، لأن أداة الفعل تدل إلى الفاعل.
يبقى هنا السؤال، لماذا لم تحتفل بهذا النصر العسكري في عقر دار “الجلابة”، الإجابة: “تسعى إلى اهداف أسمى ، وهي الوقيعة بين الجيش و المستنفرين من جهة، و بين قادة الجيش أنفسهم من جهة أخرى”، مع أن الجنرال “العطا” قد حسم الجدل حول خلافات بينه وبين الجنرال “كباشي” عبر تصريحات جديدة أمس.
تمتلك المليشيا كل الدوافع لرد يفترض أن يكون “مزلزلا” على ظهور مقاتلي كتيبة “البراء” بمباني الإذاعة والتلفزيون بعد تحريرها و البروباغاندا الضخمة التي صاحبت ذلك، إذا كل الذرائع متوفرة لتوجيه ضربات نوعية رداً على ضربات موجعة ك “تجرع السم” الذي سبق لقيادة المليشيا تجرعه أيام الحرب الأولى ودفعهم للهرب من ساحة المعركة إلى الإمارات والحدود التشادية.
أحد أهداف رعاة الحرب في السودان هو القضاء على الدولة بكل مؤسساتها وعلى رأسها “القوات المسلحة” ككيان وطاقم بشري، وإن تطلب الأمر البقاء سنوات في تمويل ورعاية المعركة عسكرياً، سياسياً و إعلامياً، وتحويل السودان إلى سجن كبير، أو قبول الدولة السودانية بوقف الحرب، ثم فرض حل سياسي.
وفقا لهذين الخيارين يجري سباق، بين الحل والحرب، مع إغراءات بحفظ ماء الوجه للأطراف جميعها عندما يحين موعد التنازلات.
رعاة الحرب الدوليون، بعد خسارة حلفائهم التأييد الشعبي، يبدءون من الصفر و يستكشفون حالياً نقاط ضعف الجيش والدولة، وإمكانية استخدامها.
في الجهة المقابلة، يظهر ” كيكل ” عبر مقطع فيديو وهو يخاطب مواطنين بإحدى قرى الجزيرة، يسخر فيه من قادة الحركات المسلحة، ويحرض عليهم، ويصفهم بقوات الاحتلال، في إشارات عنصرية، تعبر عن إفلاس حقيقي، وخوف من الهزيمة يحاول إخفاءه.
و كأنما أبقى شيئاً لرابطة العرق أو الدم، دعا ” كيكل ” أهل الجزيرة لمحاربة حركات “غرب السودان” القادمة لتحتل أرضهم، بينما كان الأنسب له أن يترك لملايين السودانيين ملاذاً هادئاً و مستقراً في الجزيرة.
خطابه أمس “يؤكد ما أشرت إليه في مقال سابق بعنوان (انقلاب كيكل )، بأنه يسعى لتأسيس قيادته منفرداً لقوات المليشيا في وسط السودان، بمعزل عن قيادة” آل دقلو.
محبتي واحترامي