مقالات

عمار العركي يكتب.. بعد فشل حصولهم على دعوة مصرية رسمية: حمدوك و وفده يدخلوا مصر “تهريب”

موضوع دخول حمدوك – بريطاني من أصل سوداني- ووفده المرافق في ” تقدم” من حملة الجوازات والولاءات الأجنبية إلى “مصر” أخذ حيزاً لا يستحقه من الجدل بسبب الزخم الإعلامي التقدمي الزائف بغرض تبرير الذهاب لمصر بناءاً على تلقي دعوة مصرية رسمية لزيارة مصر ، واللقاء بالرئيس المصري “السيسي” ، هذا قبل أن تحسم الصحفية المصرية والمحللة السياسية والمهتمة بالعلاقات السودانية المصرية الأستاذة “صباح موسى” الجدل وكشف زيف الحقائق في مقالها الحاسم. ( لن يقابل الرئيس السيسي : حمدوك بالقاهرة في زيارة غير رسمية) أهم ما جاء فيه :

أؤكد الحقيقة بأن الزيارة “غير رسمية” وجاءت بطلب من تقدم، بالرغم من انني اتيت بتصريح خاص من الناطق الرسمي لمجلس الوزراء المصري المستشار “محمد الحمصاني” ينفي فيه الزيارة من باب أن مجلس الوزراء المصري ليس الجهة المعنية بالزيارة، وأن النفي الذي جاء على لسانه وانتشر بشكل واسع غير صحيح، وهذا ليس معناه أن الزيارة رسمية بأي حال.

ذهبت استاذة صباح في مقالها قائلة “معلوماتي الأكيدة أن الزيارة غير رسمية، وأن حمدوك ووفده لن يلتقوا الرئيس السيسي، هي مجرد زيارة لمكون سياسي سوداني يأتي للقاهرة لعرض رؤيته للحل في السودان” ، واوضحت ‘صباح” ان “القاهرة من جانبها تستمع للجميع من منطلق المسافة الواحدة مع الكل، وليس معناها تغيير السياسية المصرية بالميل لطرف على حساب الاخر في السودان”.

أكدت الأستاذة صباح على موقف وسياسة مصر الثابتة في السودان قائلة ( مصر موقفها ثابت في السودان مهما تداخلت الاجندات الاقليمية والدولية، لان هدفها واضح هو حل الأزمة، لكن بمحددات ثابتة بعدم التدخل في الشأن السوداني والحفاظ على المؤسسات السودانية وعلى رأسها بالطبع القوات المسلحة السودانية).
وخُلصت استاذة صباح إلى أنه (إذا كانت تقدم قد أتت إلى القاهرة لدراسة علاقات استراتيجية معها، فهذا توجه تأخر كثيراً، وعلى تقدم أن تعي أنه مهما حاولت التطواف في دول اقليمية ودولية، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إقصاء القاهرة من القضية السودانية).

ولمزيد من إلقاء الضؤ على موضوع المقال تحصلنا على الافادات التالية ، الأستاذة صباح موسى:*

هل تلقت تقدم دعوة رسمية لزيارة مصر ؟

استاذة صباح.موسى : اقول لك بأن معلوماتي الأكيدة 100% أن مصر لم تقدم دعوة رسمية لتقدم ، تقدم هي التي بادرت بصورة شخصية أن تزور مصر ، وليس لديها الشجاعة للإعلان عن ذلك لأنصارها وأنها لم ولن تتنازل وتتراجع عن موقفها من مصر ، كذلك تقدم حاولت تمنح لنفسها زخم بزعمها ان الغرض من الزيارة اللقاء بالقيادة المصرية ، والقيادة المصرية ليس معناه “الرئيس السيسي” لان هنا بتكون القيادة على مستوى مدير المخابرات ، والذي دايماً بقابل اي طرف سوداني لديه رؤية ، الجامعة العربية ، مراكز بحوث، المثقفين والاعلاميين ، هم قاصدين افتعال نوع من الزخم والبروغندا.

اشرتي في مقالك إلى أن تقدم تأخرت كثيراً في التوجه للقاهرة ، فما هي اوجه التقصير الذي مارسته تقدم تجاه القاهرة ؟ وكيف تقرئين ذلك مع مواقف تقدم السابقة من مصر؟

استاذة صباح : تقدم كان رأيها واضح وصوتها عالي، وهي ضد مصر قبل الحرب عندما كانت بتفرض ( الاتفاق الإطاري)،ولما مصر قدمت مبادرتها قبل الحرب في جمع الفرقاء السودانيين ودعوتهم لإجراء حوار سوداني – سوداني، جماعة “تقدم” وبصورة سافرة رفضوا وقالوا بكل تعالي أن الأمر لا يعنينا وأنهم هم أسياد المشهد السياسي في السودان ، ولا نجتمع الا مع الذين يؤمنوا بالديمقراطية …الخ، ومصر لا تتعامل بطريقة صبيانية مع الأشياء او بصورة شخصية، إلا وكان اتخذت مصر موقف من “حمدوك وتقدم ” وهما منذ البداية معروف ان توجههم غير مصري، لكن مصر بتتعامل بعقلية دولة وبتمد بآواصر الصلة مع كل السودانيين حتى ولو هي عارفة ان الطرف السوداني لا يقبلها ، وتتعامل بمسافة واحدة مع كل السودانيين ،وده نابع من هدف واحد أسمى واهم وهو محاصرة الازمة السودانية والاسهام في حلها جذرياً بجمع كل الفرقاء على الأقل الغالبية العظمى.

بماذا تفسرين استماتة انصار تقدم بأن الدعوة كانت بصورة رسمية ؟

أستاذة صباح: المشكلة أن الخلاف في السودان دائماً يكون من منطلق شخصي غير قابل للتنازل والتراجع وأنه دائماً على صواب، وهذا ما تنتهجه تقدم بشكل سافر ، هم عارفين أن انصار تقدم هواهم غير مصري ، ولما يجدوا تقدم ذاهبة إلى مصر ، رافضين يقولوا نحن متوجهين إلى مصر ، طبعاً تقدم تخطت مصر وطافت كل العواصم الإفريقية و استقبلوا استقبال الفاتحين، والتقوا واتصوروا مع رؤساء ….الخ ، وفي النهاية حتى لو خلف الكواليس ،وحتى ولو مصر صامتة ، وجدوا انه لاجدوى ، ولا يمكن تخطي مصر في حل الأزمة السودانية ولابد من الرجوع إلى مصر ، لكن تقدم لا تريد التنازل و الرجوع مُطأطاة الراس ، لذلك هم يروجون إلى ان مصر قدمت لهم الدعوة.

وهل بامكان تقدم رأب الصدع مع القاهرة بعد ان ادركت اهميتها ؟؟

أستاذة صباح:*(مصر لا تحتاج بذل مجهود معاها في رأب صدع)، فقط على “تقدم” أن تاتي إلى “مصر” بنوايا طيبة “من غير لعب، لأن المصريين لا أحد يلعب معاهم” ، تاتي “تقدم” وتكون جادة ومسئولة في الوصول الة حل ، تأتي وهي مؤمنة فعلاً بدور مصر التي لا يمكن إقصائها ، وإن كانت “تقدم” تُقصي داخل السودان بمزاجها، ليس،في ذلك مبرر لأن ُتقصي خارج السُودان بمزاجها ، وتظهر على المشهد السوداني ما تريد من الدول دون “مصر “بحجة أن لديها “أجندة” ، فهل الدول التي تزورها “تقدم ” ليس لديها “أجندة”؟ ام أن هنالك “خيار وفقوس” في الاختيار ،سوى داخل او خارج السودان؟ غير هذا ، أعتقد، أن “تقدم” ضيعت وقت كتير في تكتيكات غير مجدية دون إستراتيجيات جادة ، لغاية ما الموضوع اصبح “أوسع” من مصر.

أوسع بمعنى ؟

أستاذة صباح: مثلاً ، الآلية الافريقية رفيعة المستوى في زيارتها الأخيرة إلى مصر إلتقت بكل الفرقاء السودانيين بما فيهم “المؤتمر الوطني”، واستمعت الآلية للرؤية المصرية ، واستمعت لهم مصر ولرؤيتهم في ضرورة جمع كل الفرقاء، حتة فكرة ( عدا المؤتمر الوطني ) اعتقد أنها فكرة قديمة ، حتى الإقليم تخطاها ، حتى لا يتم حصر مصر في عدائها للاسلاميين ، فهناك فروقات ، فالإسلاميين في مصر تجربتهم سنة واحدة وإقتلعها كل الشعب المصري، لكن الاسلاميين في السودان مختلفين، وتجربتهم طويلة 30سنة، متشعبين، ليس مجرد نخبة او فكرة او حزب، أصبحوا تيار عريض داخل الشعب السوداني لا يمكن تحاوزه، وإن كان الاسلاميين المراد إقصائهم بسبب الفساد وما فعلوه ، تجد ان (حميدتي) خلال فترة قصيرة أتى بممارسات وارتكب انتهاكات لم تحدث في تاريخ السودان ،ولم يتم إقصاء حميدتي من المعادلة بمبرر أنه من التركيبة والمعادلة العسكرية ولا يمكن اقصائه ، بمعنى لو تحاورت معهم تجد فكرهم فكر ذاتي شخصي حزبي ضيق ، فمعايير ومعادلة الإقصاء مختلة وغير مقبولة ، وبالتالي كون مصر مصطفة ولديها نية في إعادة الاسلاميين، فهذا حديث غير صحيح ولا يُعقل ، كذلك مصر ابوابها دائما مفتوحة لمن اخلص النية وصدق معها.

• بالنظر للتفاعلات والمسارات الراهنة حول الأزمة السودانية ، ماهي رؤيتكم لها ، ولسُبل الحل ؟

• أستاذة صباح: : انا في تقديري الخاص افترض عدم مناقشة اي رؤى سياسية متفقة او مختلفة إلى ما بعد إنهاء الحرب، مما يستوجب أن تكون الرؤية موحدة وموجهة إلى كيفية إنهاء الحرب ، واعتقد ان الجميع في السودان لو جلس علي طاولة واحد بالاتفاق وعدم الانحياز للمليشيا والتمرد وننتصر للشعب السوداني في عودتهم لديارهم وبيوتهم ، اعتقد هذا سيسهم بنسبة كبيرة في حل الأزمة السودانية ، واعتقد بأن مصر تنطلق من هذا المبدأ بتوحيد السودانيين على نتيجة كيفية إنهاء الحرب يُسهم كثيراً في رؤيتها لوقف إطلاق النار.

• خلاصة القول ومنتهاه:
• حمدوك ورهطه سقطوا في الفحص الوطني السُوداني “فهربوا” ، وسقطوا في الفحص الرسمي المصري ، فدخلوا مصر ” تهريب”.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى