بدون مزايدات ، الأستاذة منال مكاوي إبراهيم أمين أمانة الشؤون الإجتماعية بالولاية الشمالية ، إسم يتميز بضخامة حجمه في مجال العمل الإنساني ، و له طنينه الخاص في ميادين الرحمة ، و رنين عالي الصوت في قلوب المساكين ، نجدها دائماً في مقدمة الصفوف لإحراز المرتبة الأولى ، و هي لا تقبل بغيرها في هذا المضمار ، و كما لا يفوتها دوماً إصطحاب توفيق الله سبحانه و تعالى الذي تعتبره الدافع الأول و الأخير في التفوق ، متميزة بعطائها الممتد على الرغم من شح الموارد المتاحة في يدها ، متجاوزة بعزيمتها أي نقيصة قد تعرض مشروعها للفشل ، تستطيع بمعينات بسيطة أن تحويل أي إخفاق متوقع إلى نجاح ، و قد إحترفت قهر المستحيل و إذابة معظم المتاريس الطبيعية ، أو التي يضعها أمامها أعداء النجاح ، إنها إمرأة حديدية لها شكيمة و عزيمة يصعب كسرها ، وهذا ما يمكنها من خوض التحدي الذي إستطاعت به قهر الصعاب ، فتتفردت بلمسات الرحمة التي هي أساس تكوينها منذ باكورة صبوتها ، فإستطاعت ان تشق طريقها في هذا الوضع الاستثنائي من أجل الوصول للأهداف السامية فنجدها بصورة روتينية تتجاوز العديد من الصعاب والتحديات اليومية وتجاهد بكل ما تملك من قوة ، تعشق روح العمل الجماعي و تجد ذاتها وسط زملائها في العمل ، متقدمة دائما و هي تقود جيشها الإنساني بكل إحترافية في هذه الظروف العصيبة. لتحصد النجاحات المتتالية من حلبات الأعمال الإنسانية ، و هذه الأدوار البطولية يعرفها القاصي قبل الداني ، ومشهود لها في هذه الولاية .
تضن المدارس الإنسانية في مدها للمجتمع بالأخيار و تشح في عطائها للبشرية بسفراء رحمة و خصوصاً الذين تزين سلوكهم مكارم الأخلاق ، و هؤلاء إن وٌجٍودوا في أي مكان فمن المؤكد يستطيعون أن يضعون بصماتهم في الأماكن التي يسجلون فيها حضوراً انيقاً و رقيقاً ، و من المؤكد سيسعون في ترميم المجتمع و معالجة مشكلات أفراده بدون تحيز لدين أو لمذهب أو فكر ، أو حتى جنسية أو عمر أو لون ، إنهم فعلاً سفراء للإنسانية ، و على قلتهم ، فهم كثر بالولاية الشمالية ، و بلا شك متميزون ، و من خير المعينين لمسيرة الأستاذة منال مكاوي ، و يعتبرون شركاء حقيقيين معها في صناعة الخير ، فأستطاعوا أن يبنوا معها علاقات إستراتيجية ذكية ، كانت هي حجر الأساس الذي تنطلق منه عطاءات ضخمة ، فهم عبارة عن شموع متقدة ، مولعون بالعطاء و الإنفاق و حب الخير .
لقد حق لنا في هذا الظرف الإستثنائي من عمر الزمان أن نحتفي بأصحاب العطاء و صناع الأمل بالولاية الشمالية الذين لم ينكفئ لهم قدح يوماً ما ، أو يلين لهم جانب ، أو تنطفي لهم نار ، و كما لم ينكسر لهم قوس و هم يقدمون الغالي و النفيس في سبيل سد فجوات المجتمع و حلحلة إشكالاته ، و هذا يأتي علاوة على إصطفافهم خلف قوات الشعب المسلحة قلباً و قالباً في كل خطواتها و كلهم رجاء ، ينتظرون نصراً من الله و فتح قريب ، ولهذا كان من الواجب علينا أن نعطيهم جزء يسير من حقهم و لو عبر الكلمة فهذا يعتبر أضعف الإيمان في البذل ، و أقل مما يستحقونه ، فهم نجوم سوامق في العطاء حببهم الله في الخير و حبب الخير إليهم ، فإني لا أذكرهم لكم كعرض للوحة إطراء أو ثناء أو من أجل التلميع و التمجيد ، و لكن تجسدت في هؤلاء الرجال قيم يحبها الناس على سطح الأرض و تحبها ملائكة السماء ، و لها مكانة رفيعة عند الله تعالى ، و لهذا يأتي تكريمي لهم من باب عطائهم للمجتمع الذي يعتبر العمود الفقري لأي مبادرة إنسانية كانت تقودها سفيرة الإنسانية الأستاذة منال مكاوي .
هنالك أفراد مخلصين و مؤسسات كثيرة لها إعتبارها الخاص ، فتزاحمت في ميادين العطاء و حب الخير ، فهم شركاء مع أمانة الشؤون الإجتماعية يقاسمونها الإنجاز في جميع أعمالها الإنسانية، و على رأس هؤلاء تأتي الغرفة التجارية بدنقلا ، و لا أريد أن أذكرها كجسم إعتباري ، و لكن لا بد لي من أنسنتها حتى اتمكن من إبراز دور الفاعلين بها و الذين يعتبرون منارات سامقة في مجال العمل الخيري ، فيشكل السيد أحمد المدثر محمد عجب رأس رمح العطاء كفرد و أيضاً بصفتة الإعتبارية كرئيس الغرفة التجارية و يمتد وتر القوس الذي ينطلق منه الرمح ما بين السيد عبد الله علي حسن (عبود) بشخصه وبصفته نائب الرئيس ، و السيد بكري إدريس النور بصفته الشخصية و كأمين عام الغرفة فهم من أفضل المانحين على الاطلاق في الولاية ، لا نجدهم إلا في مواطن الخير ، و هم يعزفون على اوتار الرحمة سمفونية العطاء التي تصنع الفرح لدى المستحقين .
من أهم الملفات التي ظلت تشغل الأستاذة منال مكاوي في تنمية المجتمع هي مشروع رعاية نزلاء المؤسسات العقابية الإصلاحية وأسرهم ، و هي تنشد بهذا العمل الجبار معالجة كثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية للنزلاء لمساعدتهم على تبني أفكار إيجابية تسهم معهم على مواجهة الحياة داخل هذه السجون و بعد الإفراج عنهم مستهدفة بذلك الرجال و النساء بغض الطرف عن جنسياتهم أو دياناتهم ، أو القضايا و الأحكام التي يواجهونها ، فشرعت في تفعيل أفكارها على أرض الواقع بتبنيها لأسبوع النزيل الأول مع شركاء العمل و الذي أتي تحت شعار (صنعة في اليد أمان من الفقر و الجريمة) بسجن دنقلا ، و الذي إحتوي علي عدة فعاليات و برامج توعوية و كان أهمها دورات تدريبية مكثفة في مجالات البرادة و الحدادة و الكهرباء ، لأن مثل هذه البرامج من واقع الحال ستهزم الجريمة في المستقبل القريب ، و تحفز في حلحلة كثير من القضايا المجتمعية الملحة التي تعرقل نهضة المجتمع و تطوره بالقضاء على الفقر بإعتبار انه الركيزة الكبرى في تفشي الجريمة .
فعبر هذا العمود (همس الحروف) إلتمس من قرائي الأحباء ليسمحوا لي بتكريم إفتراضي (بالحرف و الكلمة) على الفضاء الإسفيري ، لكل الشركاء الذين كانوا خلف هذا العمل الجبار ، سيما و أن هذا البرنامج الإصلاحي سبنعكس أثره إلإيجالي على إستقرار المجتمع و سيؤدي إلى إنخفاض معدل الجريمة و سيحدث تغيراً ملحوظاً في سلوك النزلاء بعد إمتهانهم لمهن شريفة تضمن لهم سبل جلب الرزق في سوق العمل ، و تأتي على رأس المكرمين الأستاذة منال مكاوي إبراهيم محمد أمينة أمانة الشؤون الإجتماعية بالولاية الشمالية ، و تأتي بعدها قائمة الشرف التي تحمل أسماء السادة الغرفة التجارية و ديوان الزكاة و مفوضية العون الإنساني و وزارتي الصحة و الإستثمار و جمعية الهلال الأحمر السوداني و منظمة ينابيع الخير و جمعية تنظيم الأسرة ، و هذا التكريم يأتي لأنهم أهل له ، و يسحقون أكثر من ذلك بكثير ، و يجب ان يذكروا بالخير في كل مجالس المدينة لكونهم يحملون هموم غيرهم و قد أعطوا هذه الشريحة المهمشة من المجتمع فرصة جديدة للكسب الحلال ، فمن المؤكد ان هؤلاء الذين خصهم التكريم هم صناع للأمل و كبيرون بأفعالكم و يحملون في أعماقهم قيماً كريمة و خصالاً نبيلة دعتهم يجعلون من هذه القضية محور لعطائهم الذي سيعزز الامن المجتمعي و يبث الأمان في ربوع بلادنا و يخفض من نسبة الجريمة بإصلاح النزلاء إن شاء الله ، و كذلك أرجو أن يسمح لي القراء لاقول لجميع شركاء الخير في هذا الدرب : شكراً جميلاً جزيلاً يليق بمقاماتكم السامية ، فأنتم في الحقيقة عظماء و نبلاء و مخلصون حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم .
و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل