مقالات

بعد الغروب. هذا جيش السودان ..!! بدر الدين حسين على

فى خانة المواطنة التى ترى أن واجب الدولة إناخة أسباب الراحة عند اقدامنا لركوبها ، لتعالى فرضية أن هذا دور الدولة ،التى يجب أن تسعى لاسعادنا وتوفير أسباب الرفاهية فى كل الأحوال ، ولا نقيم هنا وزنا لما يحيط بالدولة من ظروف واوضاع قد نعلم ظاهرها ونغيب أنفسنا عن الغوص فيما دون الظاهر ، وبهذا نوزع النعوت هنا وهناك من شاكلة الضعف ، والفشل ، والتردد ، والوهن ، …. الخ .

وهذه المنطلقات جعلتنا ننتظر من الجيش حسم معركة دولية ضد وجود الدولة السودانية فى أيام معدودات ، نجهل فى ذلك حجم المؤامرة ، وامكانياتها المادية والبشرية ،ومستويات امداداتها والغطاء الدولى الذى يقف خلفها .

وهذا ما جعلنا نقع فى براثن إعلام الضلال الذى سارع لتصوير المشهد فى لحظاته الأولى بأنه اقتتال بين الدعم السريع والجيش ، وهذا ما خلق الصورة الذهنية التى اريد من خلالها، تصوير الجيش السودانى بالضعف وعدم المقدرة على مواجهة الدعم السريع ، وقد نجحت الآلة الاعلامية الاستعمارية فى ذلك ، مما جعل أصوات تعلو وتهبط بعدم الثقة فى مقدرة الجيش ،والتزامه مواقعه ، وعدم خروجه للمليشا فى (الصقيعة ) .

إلا أن الجيش ومن خلفه هيئة العمليات وجهاز الأمن والشرطة وكتائب المجاهدين والمستنفرين، كانوا يعملون وفقا لاستراتيجية عسكرية لا تعرف العاطفة بقدر ما انها تنظر لتقديرات الموقف ، ولا تضع قدما قبل تحسس موقعها ، ما كانت تنهار معنوياتهم كالمواطن حينما تسقط الاستراتيجية او اليرموك او الاحتياطي المركزى ، أو الحاميات، لأن كل ذلك كان جزءا من المعركة ، والتى لو دفعت فيها القوات المسلحة منذ ساعاتها الأولى بقواتها للصدام المباشر هجوما ،لكان السودان اليوم موطنا لعرب الشتات ومستمرة جديدة .

سير المعارك اثبت ان الجيش السودانى مفخرة وعز قائم بذاته ، بما قام به فى هذه المعركة من كسر عظم المليشيا وقصقصة أطرافها و شل مقدراتها البشرية والمادية ، والتحول بعد ذلك من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم ، وهو مرحلة التشطيب النهائي.

رغم كل ما خلفته هذه الحرب من جراحات على المستوى العام والخاص ، الا انها ستظل قلادة شرف على صدر كل أبناء القوات المسلحة الشرفاء الذين ضحوا وقاتلوا ودافعوا عن هذا الشعب ومن خلفهم القوات النظامية والمستنفرين ، وعموم شعب السودان وحتما سينتصر السودان وأهله فى هذه الحرب الوجودية، ليتشكل واقع جديد لا مكان فيه لخائن او مرتزق او عميل.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى