دهشة كبيرة أصابت كل من يتابع الصراع الدائر الآن في الخرطوم والحرب التي إبدتتها مليشيا الدعم السريع على العاصمة السودانية بهدف الاستيلاء على السلطة،والدهشة التي كانت تتملك الجميع ماهي الدوافع الكبيرة التي تجعل قوات المليشيا تذهب الى الإنتحار الجماعي عند أسوار (القيادة العامة) و(المهندسين) و(المدرعات) دون التقيد بأدنى وأبسط وسائل الحماية أو التكتيك أو إتخاذ عدد من أساليب الدفاع،دون أن تحصدهم (أسلحة)القوات المسلحة عند أسوار المناطق العسكرية التي إتخذوها (هدفا)دون أن يحققوا جزءا يسيرا من تلك( الأهداف) مقابل التكلفة العالية في العنصر البشري ،وهو (الانتحار الجماعي) بالمئات (بل) بالآلاف دون تحقيق مبتغاهم العاجل بالنصر على القوات المسلحة أو الهدف المنتظر بالاستيلاء على السلطة في السودان.
ويبدو أن خطة المليشيا في حربها هو دفعها بالمرتزقة القادمة من غرب افريقيا للقتال في المراحل الأولى للهجوم وكان الحافز الاول لهؤلاء هو الفوز بالغنائم من البيوت والسيارات والمقتنيات(الذهب) وممتلكات سكان الخرطوم،وازدادت شراهة قوات المليشيا عندما عجزت قيادتها في توفير المرتبات التي تصل في حدها الأدنى إلى سبعمائة ألف للفرد.
وكان الحافز الكبير لهذه المليشيا هو الهجوم المتكرر على المدرعات قرابة العشرين محاولة والاستماتة في الاستيلاء على المدرعات،وكان الحافز هذه المرة كبير وضخم جدا حيث قيل لهم أن (دهب) السودان كله موجود في خزائن بالمدرعات فهو( حلال) عليكم كما( أحلت) لكم البيوت والسيارات والمقتنيات من قبل،فكان الانتحار الجماعي عند أسوار المدرعات.
وفي كل مرة تبتكر الجماعة عن المسؤولة عن المليشيا ميدانيا طريقة جديدة لتحفيز قواتها للهجوم على المناطق العسكرية،ومن (أطرف) هذه الوسائل بعد أن تجمعت قوات المليشيا بالفزع من كل المناطق لتكون قريبة من المدرعات ،تم إحضار عربة لاندكروزر فخمة عليها علم ومحاطة بحراسة مشددة ،وقيل للقوات أن( القائد) جاء(شخصيا) ليشهد معكم اقتحام المدرعات وهزيمة الجيش,فكانت (موجة) جديدة من الانتحار الجماعي.
ولم تكن (الحوافز) المعروفة هي وحدها التي تعجل بعمليات الانتحار الجماعي لقوات المليشيا،لان هنالك (حافز) آخر هو المخدرات والمسكرات والحبوب حاضرة لأنها( تذهب) بالعقل، وكذلك حافز( الذهب) والذي أرتبط بالمقولة الشهيرة( الذهب الذهب كاد عقلي يذهب).
وجاء في الوسائط أن عبد الرحيم دقلو عندما رأي الهزيمة ماثلة ،أن (عقله) قد (ذهب).