مقالات

احمد يوسف التاي يكتب: بين حكومات الثورة والمهدي و”الإنقاذ”

(1)

أُنتخب الراحل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة رئيساً للوزراء في العام 86، ونال حزبه فوزاً كاسحاً بأعلى الأصوات.. ولكن قبل أن  يتمهل قليلاً في كرسي الرئاسة بدأ مسلسل تآمر الجبهة الإسلامية بزعامة الراحل د. حسن الترابي على حكومة المهدي، فأقلق مضجعها، واذهب طمانينيتها، وقبل ان يكمل ثلاثة أعوام في الحكم، انتهت الحلقة الأخيرة من مسلسل التآمر  بإنقلاب يونيو 89 الذي اطاح المهدي واستولى على الحكم ..

مقالات ذات صلة

بالطبع الثلاث سنوات التي  قضاها الرجل في الحكم ضاعت في محاولات تثبيت الاستقرار الذي خلخلته وزعزعته  الجبهة في صراعها وتآمرها على الحكم الديمقراطي..

ولذلك لم ينجز المهدي شيئاً، ولا أحد يلومه لأن الثلاث سنوات في عمر الحكومات لاتحقق إنجازاً في بلد مضطرب، أعياه صراع الديوك والأفيال.

(2)

بعد إستيلاء الجبهة الاسلامية على السلطة عن طريق الإنقلاب في 89،عاش السودانيون أياماً مرة بطعم الحنظل، وما كان لأحد أن يجد أوقية سكر إلا إذا كان لديه من الأقارب مغترباً، واستمرت الشدة مع  استمرار مصادرة الممتلكات، والتنكيل والقتل والسحل والإعدامات الجماعية، وعليه نستطيع القول أن اهم الإنجازات في الثلاث سنوات الأولى للجبهة الاسلامية هي مصادرة الممتلكات، والعملات الأجنبية وإعدام أصحابها، والاعتقالات، والتعذيب في بيوت الأشباح والقتل، والسحل والتنكيل بالخصوم السياسيين، وإقامة المجازر الجماعية، هذا كانت (اهم إنجازات الإنقاذ) في الثلاث سنوات الأولى..

(3)

بعد ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام البشير، جاءت حكومة الثورة، وبدأت خطوات عملية كان من شأنها معالجة الخلل البنيوي بالإقتصاد السوداني وطبقاً لذلك انفتح السودان على العالم الخارجي، واستعاد  علاقاته الخارجية، وكسر عزلته الدولية وتدفقت المساعدات الخارجية في ايام قلائل، وانفتحت ابواب الاستثمارات والمنح والودائع، واُلغيت بعض الديون ..

حدث ذلك رغم الاضطرابات في الأطراف والنزاعات القبلية المصنوعة في الشرق والغرب، ورغم احتدام الصراع في الحلبة السياسية بين العسكر والمدنيين..

حدث ذلك وحمدوك كان متنازعاً بين هؤلاء وأؤلئك، إلى أن غدر به إنقلاب 25 اكتوبر..

(4)

أعود وأقول أن ما تحقق في فترة الثورة رغم صراعات قوى الحرية والتغيير والعسكر، ورغم تآمر الناقمين على الثورة، ورغم الإنقلاب الذي خصم من عمر الثورة عاما كاملاً، كان إنجاز الثورة في ثلاث سنوات اعظم من إنجاز  (الإنقاذ) في سنواتها الثلاث الأولى، واعظم من إنجازات حكومة المهدي في سنواتها الثلاثة قبل التآمر عليها وإطاحتها.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق إنه يراك في كل حين

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

تعليق واحد

  1. يا استاذ…الم يدفع حمدوك للامريكان ملايين الدولارات مقابل جريمة ليس للسودان فيها ناقة او جمل باعتراف الامريكان انفسهم؟ الم يكن الشعب السوداني المغلوب على امره اولى بهذه الملايين التي هي من عرقه ودمه؟؟
    بماذا تفسر هذا التصرف الأرعن يا استاذنا الفاضل؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى