أستاذ…
أيام الرواقة.. كنا نتسلى بالأدب العالمي.. والمسرح الحقيقي….. مثل مسرحية ( الدرس) وفيها المعلم الخاص يحاول أن يجعل بنت العائلة المرفهة تفهم.. أن.. كذا.. وكذا.. .. وأن السكين تقتل..
لكن البنت رأسها المتوج بالشعر الرائع لا يفهم جملة أن السكين تقتل…
البنت تفهم أن السكين تقطع التورتة… تقطع التفاحة و.. و.. لكن.. (السكين تقتل) جملة لا تدخل رأسها الحلو
و… و..
والمعلم المهتاج الذي يفشل بعد كل ما يبذل من جهد لجعلها تفهم أن السكين تقتل يقوم بطعنها بالسكين لتفهم أن السكين تقتل…
والفتاة.. وهي تسقط لتموت تسقط بصورة تكسف….
وكاأها تقول للجمهور
:: ولو…. برضو.. مش ح أفهم..
الحكاية ما نريده منها هو أن المعرفة/ أي معرفة/ هي…. خبر…. ثم معنى للخبر
والمعنى أهم من الخبر
ونحن الآن الأخبار عندنا كل خبر منها يحتاج إلى معنى.. ومعنى.. ومعنى
والشرح الأعظم عندنا الآن هو غسل الخبر من مائة معنى مضلل.. ثم.. ثم
وهاك…
……..
وأمس مندوب الجنائية.. في الخرطوم…
خبر صغير…
لكن الشيوعي ومجموعة اليسار التي تريد إقامة مبادرة.. في مواجهة مبادرة الجد تعيد تلحين وأداء الخبر بحيث يصبح له كل المعاني عدا المعنى الوحيد الحقيقي
ومدهش أن الشيوعي في نوبة متكرية للغباء يطلق الخبر بصورة تجعل الخبر يقول إن الشيوعي يكذب…
فالمنظمات في أوروبا وأمريكا تجعل المحكمة ترسل مندوباً للسودان
والمندوب مهمته الأولى والأخيرة هي زيارة دارفور للتحقق من صحة أقوال كوشيب…. ثم لا شيء
لكن الشيوعي يقوم بإعادة صياغة الخبر بحيث يجعل الخبر يهدد فلاناً وفلاناً من قيادة الدولة.. بحيث يفهم هؤلاء أنهم إن لم يوقفوا مبادرة الجد استلمتهم المحكمة الجنائية…
والشيوعي يتسلل إلى فولكر ليقود الهجوم..
لكن ما يفسد الهجوم هو أن مندوب الجنائية لا يتلب الحيطة.. بل هو شخص يقابل القيادات هذه منذ اللحظة الأولى
وأن مهمته المحددة مفهومة للقيادات هذه
وأن…. وأن…
والشيوعي بالتحركات الخرقاء يفضح ما في جوفه
وما في جوفه هو أن الشيوعي.. انقطع عليه الدرب..
…..
ومن الخبر أن برمة.. الذي كان له موقف سابق من المبادرة.. يتحول
وكل شيء له صفات ماكينة العربة…
والزيت… والبنزين… وعجلة القيادة…
وما يصنع التحركات هو أن
الانتخابات تقترب…
وأنه لا بد من الدعم
وأن تحول برمة يعني أن المجموعة الجديدة/ التي تقوم لإفساد مبادرة الجد/ والتي تضم اليسار ومريم.. والتي تجمع من تستطيع جمعهم.. تعمل بأسلوب قضية رفاعة
وأحد كبار أهل القانون يقول إنه لما كان يدير الشرطة هناك دخل عليه رجل لفتح بلاغ ضد جاره… قال إن جاره يسرق الحمام من بيته
قال الشرطي:: كيف..؟؟
قال:: جاري جعل كل يوم يملأ حوض. ماء.. ويجعل فيه.. السكر…. وإن حمائمي أصبحت تقيم هناك…
والأحزاب الآن أكثرها.. يجعل في حوضه السكر.. والحمام كتير
والبعض يعتمد على جوالات سكر.. حميدتي….
………
لكن هناك من الأحداث ما يفسره مزج الماء بالسكر
ففي الأخبار خبر.. يبلغ من الوقاحة ما يجعل تصديقه صعباً جداً
الخبر يقول إن جبريل/ وزير المالية وقائد فصيل العدل والمساواة/ ينجح…
(الخبر قال….ينجح) في تمرير قانون بتعويض….كل من قتلوا.. ومن جرحوا.. في هجوم حركة العدل والمساواة.. في هجوم الحركة على أمدرمان!!!!!
والخبر يصبح معناه هو
وضع حذاء الحركة هذه على عنق الجيش
وعلى عنق الشعب ابن الكلب الذي يدافع عن نفسه داخل منازله ضد من جاء لقتله..
و..و
والخبر إن كان صحيحاً.. فإن ضربة الخراب.. وصناعة الحرب الأهلية.. تتكامل
والخبر إن كان كذباً.. فهو ضربة يسارية.. لتحطيم فك البرهان..
ثم هو شيء يشبه ما قاله الشيوعي عن معنى زيارة مندوب الجنائية..
……
معاني الأخبار هي ما يجعل للأخبار قيمة…
وشيء مثل خبر الأربعة المرشحين لرئاسة الجمهورية.. خبر هين خفيف يمر تحت عيون القارئ دون أن ينتبه له القارئ
لكن.. شرح الخبر يجعل العيون تقف
فالمرشحون الأربعة الآن منهم
هبة….
والترابي
وهارون
والرابع الذي يسقي الحمام
ونخصص مقالات مطولة للشرح…. ولما وراء كل خبر..
ونذهب إلى التوقف عن العمود اليومي هذا
لكن الصحيفة ترى غير ذلك..