وصلتني رسالة غاضبة من أحد القُرّاء وجّه لي فيها صوت لوم وعتاب، أنشرها كما وصلتني:
أخت سهير
السلام عليكم ورحمة الله
نراكِ تتحدثين في الكثير من المواضيع التي تخص الوطن والمواطن …. عدا متضرري حرب الخليج …. يا سهير نحن مواطنون سودانيون مظلومون…
اعتصمنا تسعة أشهر أمام مباني الأمم المتحدة ولم تكلفي نفسكِ يوما واحدا أو ساعة واحدة لزيارة اعتصامنا…. هذا صوت لوم نوجِّهه لكِ…
سيكون لدينا اعتصام يبدأ يوم الأحد القادم أمام مجلس الوزراء ونقدم لكِ الدعوة في ذلك…
ما أظن تأتي… في سبب يخليكِ تغيبي عن هذه الفئة المظلومة… مع كامل تقديرنا لما تقومين به تجاه السودان وأهله…..
حسناً انتهت الرسالة..
ولكن ما ينبغي قوله إني أولِّي اهتماماً بكل مظلمة تصلني لأطرق عليها عبر مقالي الراتب، ولكن هنالك بعض الحقائق يجب أن يلم بها القراء الكرام وأصحاب المظالم.
في البدء، هنالك الكثير من القضايا التي وصلتني وملفات فساد كبيرة وكثيرة، والأولوية عندي في التناول للقضايا التي ضررها يقع على أكبر مجموعة من المواطنين.
والأولوية للقضايا التي يمتد تأثيرها للمؤسسات الحكومية والنظامية،
والأولوية لقضايا الفساد والصحة والتعليم ومعاش المواطن والماء والكهرباء، والأولوية للقضايا التي جمعت فيها أكبر قدرٍ من المعلومات والبيانات والمُستندات والشهود.
ولعلكم لاحظتم أنّني قطعت سلسلة رحلة الولايات لسبع قضايا كانت تفرض نفسها.. الموضوع الأول كان عن السودانيين العالقين في الهند والأوضاع المأساوية التي يعيشونها وإهمال الحكومة لهم.
والموضوع الثاني كان عن الظلم الذي يتعرّض له رجال الشرطة من مرتبات ضعيفة وظروف سيئة وبيئة عمل طاردة ظهرت بوضوح في احتجاجات ساحة الحرية.
والموضوع الثالث كان المطالبة بتكريم التلميذة لدن ابنة الصول المفقود بالفشقة وهو تكريمٌ لجنودنا البواسل في القوات المسلحة الذين يقومون بحماية الحدود.
والقضية الرابعة كانت التبرعات المليارية لتنصيب مناوي عبر شركة الموارد المعدنية وأفكار أردول الجَهنميّة.
والقضية الخامسة كانت غرق ولاية الخرطوم في شبر موية عقب هطول الأمطار قبيل ثلاثة أسابيع.
والقضية السادسة كانت حادثة اقتحام منسوبي الشرطة لمنزل المواطن الشاذلي ليلاً.
ثم جاءت القضية السابعة وهي إهمال مجلس الوزراء للثوار مصابي الثورة والتي خاطبت فيها وزير مجلس الوزراء خالد سلك.
ما ينبغي قوله، إن كل مواطن يطرح قضيته علينا بالضرورة هو يشعر أن قضيته أهم من القضايا الأخرى، وهذا الشعور يعود للإحساس بالظلم والغُبن من تجاوز الأجهزة الحكومية والعدلية عن قضاياهم.
ولكن ما أحب أن أؤكده لكل قرائي إنّني مهتمة جداً بكل قضاياهم التي أرسلوها لي، ومهتمة بكل القضايا وملفات الفساد التي بين يدي وسأوالي نشرها تباعاً حسب الأسبقية والضرر، وعقب تأكُّدي ومُراجعتي للمُستندات التي يرسلونها لي.
وأقول لأعمامنا وإخواننا مُتضرِّري حرب الخليج، لكم العتبى حتى ترضوا، وكل الذي منعني من زيارتكم علمي بأنّ كثيراً من زملائي الصّحفيين والصحفيّات ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية قد قامت بتغطية قضيتكم على الوجه الأكمل وقام زملائي بتغطية مُميّزة ما كُنت لأُقدِّم أفضل منها.
خارج السور:
قُرائي الأعزاء أنا لست البرهان، ولست حمدوك، ولست عضواً في مجلس السيادة، ولست وزيرة، أنا صَحَفِيّة فقط من ضمن ٣٥٠٠ صحفي في هذا الوطن، لا أملك شيئاً سوى قلمي، سأطرح كل قضية اقتنع بعدالتها ، ويبقى التنفيذ والقرار بيد الحكومة.