الخرطوم ـ بهاء الدين عيسى
أثارت تدوينة الصحفي ذائع الصيت عثمان ميرغني تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد فيها أن فرص تعافي السودان وازدهاره قريبة، بشرط واحد فقط: وضع البلاد في الاتجاه الصحيح.
التدوينة تصدرت ترند السودان بسرعة قياسية، حيث حظيت بأكثر من 1,500 مشاهدة، 800 تعليق، و22 مشاركة في زمن قياسي، ما حولها إلى منصة نقاش حية بين مؤيدين ومعارضين، تعكس مزيجاً من التفاؤل والقلق حول مستقبل السودان.
الواقع أم التفاؤل؟
ميرغني كتب: “رغم كل الواقع… الواقع أرضاً، لكن فرص تعافي السودان قريبة وفي المتناول”.
هذا التفاؤل قوبل بتساؤلات من بعض المتابعين، مثل صلاح أحمد صالح: “كيف فرص التعافي قريبة ونحن نسير في الاتجاه المعاكس؟ وما المؤشرات التي تدل على ذلك؟”
كما تساءل حمد سليمان عن موقف الصحفي من حكومة الدكتور كامل إدريس بعد مرور أشهر على توليه المنصب.
نقد مباشر لمسؤولية الإعلام
محمد عوض كتب: “البلد عايزة صحفيين شجعان يلحقوها ويساعدو مش يهدمو مع الهدامين”.
جعفر يعقوب أشار إلى أن الإعلام أحياناً يكون أداة تضليل، ويعتمد على تفسير الواقع بما يخدم جماعات معينة، ما يعيق التقدم الوطني ويكرس الانقسام.
الشعب بين الانقسام والتحدي
جمال عربي رأى أن الشجاعة مفقودة أمام بعض القوى السياسية، فيما نبيل إبراهيم اعتبر أن المشكلة أعمق، متجذرة في “الجهل والطمع وغياب بعد النظر”.
عبدالمنعم عبدالرحمن أشار إلى حالات فساد في بعض الأجهزة والمحليات، مثل بورتسودان، التي تعكس التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعرقل أي تعافي ممكن.
تدوينة ميرغني لم تكن مجرد تعليق، بل مرآة للمجتمع السوداني، تكشف مزيجاً من الأمل والخوف، الجرأة والتحفظ، التفاؤل والخيبة.
يبقى السؤال الأكبر: هل يستطيع السودان التعافي والازدهار بينما جزء كبير من المجتمع يسير عكس الاتجاه الصحيح؟ أم أن الطريق الحقيقي يبدأ عندما يواجه الجميع الحقائق بصراحة وبدون خوف؟



