وكالات – الراي السوداني – في قلب كوكبنا، يكمن لغز جديد حيّر العلماء وأثار فضولهم. كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature المرموقة، عن تباطؤ ملحوظ في دوران لب الأرض الداخلي، تلك الكرة الصلبة الضخمة المؤلفة من الحديد والنيكل والتي تقع في أعماق سحيقة تحت أقدامنا.
اعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات دقيقة مستقاة من الزلازل المتكررة في جزر ساندويتش الجنوبية النائية. وقد أظهرت هذه البيانات أن اللب الداخلي، الذي كان يدور بسرعة تفوق قليلاً سرعة الطبقات الخارجية للكوكب، يشهد تباطؤًا تدريجيًا منذ عام 2010.
ما أهمية هذا الاكتشاف المذهل؟
نافذة على أعماق الأرض
يفتح هذا الاكتشاف نافذة جديدة على عالم خفي ومعقد في باطن الأرض، ويساعد العلماء على فهم أعمق للتفاعلات الديناميكية بين الطبقات المختلفة للكوكب.
تغيير مفهومنا عن الوقت
يشير العلماء إلى أن هذا التباطؤ في دوران اللب الداخلي قد يؤدي إلى إطالة طفيفة في طول اليوم، وإن كان هذا التأثير ضئيلًا وغير محسوس في حياتنا اليومية، إلا أنه يثير تساؤلات حول كيفية تأثير العمليات الداخلية للأرض على قياس الزمن.
دورة طبيعية غامضة
يعتقد الباحثون أن هذا التباطؤ ليس حدثًا معزولًا، بل قد يكون جزءًا من دورة طبيعية تسمى “التراجع”، حيث يتباطأ دوران اللب الداخلي ثم يتسارع مرة أخرى على مدى عقود أو حتى قرون. هذه الدورة لا تزال غامضة وتحتاج إلى مزيد من الدراسة لفهمها بشكل كامل.
لا شك أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة في رحلة استكشاف أسرار كوكبنا، ويؤكد على أهمية مواصلة البحث العلمي لكشف المزيد من الغوامض التي تكمن في أعماق الأرض وتأثيرها على حياتنا على السطح.
