من أعلي المنصة
ياسر الفادني
لأول مرة
لأول مرة ….يخرج سكان الخرطوم هاربين من جحيم الحرب إلي الولايات المجاورة يسألون الناس الحافا لكن لم يمنعوهم بل اعطوهم واجزلوا لهم العطاء
لأول مرة ….سوف تري صفوف المواطنين الوضيع فيهم والفقير في انتظار منحهم الغذاء ليلقمون بطونهم
لأول مرة …. تصير معظم مباني الخرطوم دكا دكا في منظر كنا لا نشاهده إلا في سوريا وليبيا اليوم في القنوات علي الشاشة لكن نشاهده الآن بأعيننا ولا أعتقد أن ماخرب يرجع (بالساهل ) كما كان
لأول مرة تستباح الخرطوم نهبا وسلبا وحرقا نهارا جهارا في أحداث غريبة لم تحدث حتي عندما دخل المغول والتتر بغداد
لأول مرة … يطبخ السياسيون طبخة نتنة وزفرة ويهربوا يأكلها العسكر والنتيجة احتراب دام شهر بل يزيد وربما يستمر من أجل سلطة زائلة ونعيم سحت
لأول مرة يصبح السوداني ضيفا في دول بعينها كما قالوا لكن إن طال أمد الحرب( لاقدر الله ) نصبح لاجئين بعد أن كنا أول دولة استضافت لاجئين من الدول المجاورة واحتضنتهم ردحا من الزمان ولا زالوا.. حتي السواد الأعظم فيهم فضل البقاء في هذا البلد الطيب بدلا من أن يرجع إلي بلاده
إنها الحرب ….لعن الله من ايقظ شرارتها واوقد نارها .