مقالات

محمد عبدالقادر يكتب:اين وزراءك يا برهان..؟!

على كل
محمد عبدالقادر
اين وزراءك يا برهان..؟!

الغياب المؤسف لوزراء الحكومة خلال هذه المرحلة المهمة امر يثير الحيرة والارتياب والدهشة ، فالجيش يقاتل المليشيا المتمردة وحيدا فى الميدان ويواجه اسخن مراحل الحكم فى السودان بلا ظهير سياسي او اسناد تنفيذي معلوم.
بات واضحا ان الشق العسكري فى الدولة يخوض الان معركة الكرامة وحيدا وسط انسحاب واضح من وزرائه الذين لم نسمع لهم حسا ولا خبرا منذ اندلاع المعارك التى تدخل اسبوعها الثالث .
كانوا حضورا ( وقت الباردة) ببدلاتهم الانيقة ورباطات العنق الزاهية، ملاوا الشاشات وصدعونا بالتصريحات (فى الفارغة والمقدودة) ولكنهم يغيبون الان ( وقت الحارة) بما يوحي للراي العام بان حكومة البرهان لم يكن بها وزراء اصلا، الوضع محير جدا والوزراء يشكلون غيابا لا ادرى ان كان عفويا او متعمدا لكنه يظل لافتا للنظر ويقتضي التحقيق والنظر اليه بعين الاعتبار والاهتمام حينما ينجلي كابوس الحرب وتعود الاوضاع الى مسارها الطبيعي.
بصراحة وحتى نكون منصفين وباستثناء جبريل ابراهيم وزير المالية صاحب الصفات والطواقي المتعددة فى المشهد السياسي فانه لا وجود حتى الان لاي وزير او مسؤول تنفيذي على الارض.
مافرق وزراءك من عامة الشعب يا برهان اذا كان تدهور الاوضاع يجلسهم مثل المواطنين فى المنازل، كيف يرفعون ايديهم عن العمل ويتوارون عن الانظار فى مثل هذه الظروف تاركين جنرالات الجيش وحدهم يديرون المعارك الحربية ويتصدون للعمل السياسي والدبلوماسي ويديرون الخدمات ومعايش الناس فى وقت واحد.
من اكبر اخطاء البرهان انه لم يجفف الوزارات من وجود غرمائه السياسيين الذين سكنوا مفاصل العمل التنفيذي فى ايام التمكين القحتاوي الجديد، لم ينتبه البرهان الى( الفلول الجدد) تركهم يسرحون ويمرحون فى مفاصل الوزارات حتى جاءت (الطامة الكبري)، وانكشف المستور وهاهو الاداء التنفيذي ( صفر كبير).
تاملوا اداء وزارة الصحة التى مازالت عاجزة عن توظيف انتهاكات الدعم السريع فى المستسفيات وتحويلها الى ادانات دولية، انظروا كيف اضاع بطء الوزارة زمام المبادرة وجعل لجنة الاطباء المسيسة مرجعا لمعلومات الفضائيات ووسائل الاعلام ومراكز الرصد والمتابعة.
اين وزارة الاعلام ولا اقول الوزير عن ما يحدث فى البلاد الان، وعلى اي عمل يتقاضى منتسبوها رواتبهم وهم يعجزون حتى الان عن اللحاق بالايقاع الاعلامي المتصاعد لتناول الاحداث بمنتهي عدم الحياد والتطاول على السودان وشعبه، كيف تخوض الحكومة مثل هذه المعركة بلا لسان اوصوت، او جهة تنظم الاداء الاعلامي وتعيد توجيه البوصلة بما يخدم اجندتنا الوطنية ويحقق امننا القومي ، اين وزارة الاعلام من احتلال الاذاعة والتلفزيون ذراعها القوى والمؤثر فى تغطية الاحداث الكبيرة على مر التاريخ، ،( ولا تصريح او بيان واحد يا وزير وياوزارة الاعلام).
فى هذه المرحلة تحتاج البلاد الى اعلام الدولة، بيانات الناطق الرسمي باسم الجيش مهنية وعملياتية وليس مطلوبا منها تحقيق الاختراقات الاعلامية السياسية وكسب نقاط التاثير على الراي العام المحلي والاجني، هذه مسؤولية اعلام الحكومة الذى مازالت وزارته غائبة حتى كتابة هذا المقال.
اكاد لا اصدق ان وزير الخارجية لم يخرج حتى الان ليحدث العالم بلسان دبلوماسى مبين عبر مؤتمر صحفي منقول على القنوات كافة ، على الرغم من انه (راس الحربة) المفترض فى سباق احراز الاهداف فى شباك المليشيا وداعميها، وزارة الخارجية نفسها تحركت مؤخرا وتحسن الاداء فيها ، ولكن اين رمزية الوزير وقد اعتاد العالم على ان يكون وزراء الخارجية هم النجوم فى ازمنة الحروب.
هل سمع احدكم سادتي القراء عن تصريحات وانشطة لوزير فى حكومة البرهان تؤكد فقط على انه ( يعمل وموجود) ومؤمن بعدالة قضية الجيش فى حربه المفتوحة ضد التمرد، اين وزير الصناعة مما حاق بالمصانع التى احرقت والمؤسسات التى سلبت ونهبت، وكيف تنظر الوزارة الى مستقبل الانتاج فى ظل ما حدث، وما هو حجم الخسائر التى تكبدها القطاع الصناعي جراء الاحداث المؤسفة.
المحير فعلا غياب وزير الداخلية الفريق اول عنان حامد بينما البلاد تحترق ونائبه الفريق اول نصر الدين يموت بذبحة صدرية فى مكتبه بالاحتياطي المركزي، بلد تحترق من اقصاها الى ادناها ووزير داخليتها غائب، قواته فى الميدان وهو غير موجود، كيف استحل عنان الغياب وسط هذا الانفلات الذي تشهده البلاد ولماذا لم يعود رغم سهولة الامر ووصول المعتمرين العالقين فى السعودية.
حتى الولاة ، لم يسجلوا حتى الان الحضور المطلوب والبلاد تحترق والمواطن يعاني من ضعف الخدمات فى المياه والكهرباء مع قلة الغذاء وانفلات الامن والاسعار ، اختاروا الانزواء والهروب وتركوا الحكومة والمواطن( فى السهلة) …
على كل ، مازال غياب الوزراء واذرع العمل التنفيذي خلال الازمة الحالية يشكل علامة استفهام كبيرة ، وتثير جدلا مشوبا بالريبة والظنون اين وزراء النقل والعدل والكهرباء، والتجارة ، اين واين ؟!
اذا لم تتدراك السلطة القائمة هذا الفراغ فانها ستعاني فى ادارة البلاد وسط ضغوط وظروف حرب معلومة، ترى ماهي الاسباب التى جعلت الوزراء والتنفيذيين يمارسون كل هذا الخذلان بحق الوطن والمواطن، ويظل السؤال قائما ، اين اختفي وزراءك يا البرهان؟!..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى