مقالات

نزار العقيلي يكتب .. ( خيوط العنكبوت )

كنت قاعد في مكتبي بالادارة العامة للسجون و الإصلاح الاتنقلت ليها بدون سبب من موقعي بالداخلية تاديبا” لشخصي الضعيف في سابقة ما حصلت في تاريخ الشرطة السودانية .. المهم يا مؤمن كنت قاعد في المكتب و جاء كشف بتاع تنقلات ضباط داخلي .. لاحظت انو حركة التنقلات الجديدة مع التنقلات القبلها ما حركة طبيعية لانو في ضباط كفاءة و متخصصين كانو ماسكين سجن كوبر باحترافية كبيرة تم نقلهم من السجن على راسهم اللواء صلاح العود و جابو بدلهم ضباط اداءهم ضعيف جدا” و ما بعرفو لاعمال السجون و جابو معاهم رتبة وسيطة كل سنين خدمته كانت في سجون الاطفال ( اصلاحية ) .. انا اندهشت من الحركة دي و قمت راجعت ملف سجن كوبر و لاحظت انو في فواتير لكاميرات المراقبة و الانترنت ما دفعوها و لاحظت تاني لكم ملحوظة كده و قمت سجلت الملاحظات و دخلت لمديري الكان مدير لسجن كوبر و نقلوه للرئاسة و هو اللواء صلاح ( العود ) و ختيت قدامه كشف التنقلات للعلم و قدمت ليهو ملاحظاتي و قلت ليهو عندي إحساس انو سجن كوبر ده ح تحصل فيهو كارثة بالطريقة دي .. و قتها كان رده رد الزول الما في يده حاجة و بعد مرور تلاتة اسابيع حصلت حادثة الهروب الشهيرة .

تحليل المخاطر او تحليل البيانات و المعلومات علم من العلوم لو عملت فيهو دكتوارة ما ح تبقى ناجح في شغلك لو ما عندك الموهبة و المحبة للعمل .. و اكبر خطر مهدد للدولة هو الموظف ( الحافظ و ما فاهم ) و اسهل عمليات اجهزة المخابرات البتستهدف الدول هي وضع الموظف الفاشل في الموقع المهم .

البوست ده طويل بس مهم جدا في نظري و لو كباية قهوتك جاهزة و بدون دواء و سكر معناها ما ح تفهم كلامي و ما حتقدر تكمل البوست .

من اول ايام اعتصام القيادة كتبنا هنا انو ارتكازات قوات الدعم حول محيط القيادة العامة ما معناها تأمين للقيادة بل هي في وضعية هجومية و عبارة عن كماشة او حصار للقيادة لكن كالعادة طلعوا لينا الضفادع يسخروا من رؤيتنا و لامن كانت قيادة الجيش بتصنع سواتر ترابية حولها و تقفل الكباري بالحاويات كتبنا هنا و قلنا دي إجراءات ما عندها علاقة بالمظاهرات و انو ده إجراء إحترازي لهجوم محتمل .

اي ثائر اختفى قسريا” كنا بنقول انو ديل الدعامة خطفوهو لحدي ما استشهد بهاء الدين على يدهم و لو كانت عملية اختطافه ما فيها اخطاء ما كان في زول ح يعرف انو الدعامة اختطفوه و ما كنا ح نعرف انو حي ولا ميت حتى اللحظة ذي كل الثوار الاختفوا من بداية المواكب .

كنت دايما” بتهم الدعم السريع بعمليات الإغتيال الكانت بتستهدف الثوار في الشوارع و المواكب لكن الناس كانت عايزة يكون المتهمين هم الشرطة و الجيش و ما كانوا بيقبلو كلامي ابدا” .

خطة الدعم السريع كانت بتهدف لصنع شرخ كبير جدا” بين الشعب و قواته النظامية .. كانت بتصيد الثوار بواسطة قناصة و عناصر مدربة داخل المواكب .. بيستفزوا القوات النظامية و بمجرد ما القوات النظامية تشتبك مع الموكب بيقوموا القناصة او عناصرهم جوة الموكب يختاروا الضحية و بي كده المتهم معروف و هو القوات النظامية .. ده ما ينفي انو في قوات نظامية ارتكبت جرائم قتل بس دي حالات فردية لا يمكن تكون ممنهجة .

المهم الدعامة كانوا بيضربوا عصفورين بي حجر .. صناعة شرخ بين الشعب و قواته و رفع وتيرة الغضب الشعبي تجاه الجيش و تشتغل الآلة الإعلامية على كده .

الخطة كانت مبنية على انو يوصلوا الشعب السوداني لمرحلة انو يقتنع تماما بانو ( ما عنده جيش ) و ما عنده شرطة و ما عندو أمن و البديل منو للاجهزة دي يا كائن؟
البديل موجود ياخ .. البديل هو الدعم طبعا” .. قوات نضيفة و مهندمة و بتلبس احسن من باقي القوات النظامية و تدريبها عالي جدا” و سجلها في الثورة نضيف و الدليل انهم رفضوا تعليمات البشير بقتل تلت الشعب السوداني .. البديل موجود و جاهز لانو إحنا شايفنهم بيشتغلوا شغل مكافحة المخدرات و شغل مكافحة التهريب و شغل فض النزاعات القبلية و شغل حرس الحدود و شغل الامن الاقتصادي و شغل الامن الجنائي و شغل تأمين المرافق و تامين البترول و حتى تأمين لجنة التمكين و شغل الدفاع المدني و مافي حاجة ما اشتغلوها .

يااخ باختصار صنعوا صورة ذهنية عظيمة في عقول الشعب السوداني الطيب و ده شغل شاركوا فيهو القحاطة و صنعتو شركات دولية كبيرة و متخصصة بتحسين الصورة و التلميع .

المخطط ده نسيجه معقد جدا” و اذا حاولنا نفكك خيوطه ح نهدم فكرة شرحه و استيعابه .. ذي بيت العنكبوت يستحيل تفكك خيوطه و تعيد ترتيبها لمصلحة الشرح .. ح تلقى نفسك دمرت البيت و توهت معاك القارئي تماما” .. عشان كده كنت بوجد العذر لاي زول يسخر من رؤيتي او ما يقدر يستوعبها .

كتبنا قبل كده و شرحنا انو اي جريمة في الدنيا لازم قبل ما نوجه الاتهام نشوف تلاتة حاجات مهمة لكشف الجاني او المتهم .. نشوف الدوافع شنو ؟ و نشوف المستفيد منو ؟ و نشوف كبش الفداء منو ؟
و شرحت في بوست سابق انو جريمة فض الاعتصام كانت اهدافها بعيدة شديد و خطيرة جدا و دوافعها كانت تصفيات للثوار المؤثرين و لو جمعت كل الثوار الاستشهدوا و راجعت مواقفهم تجاه الدعم السريع ح تلقاها كانت مواقف قوية جدا و رافضة وجوده و دي كانت بتهدد موقف الدعم السريع لانهم كانوا مؤثرين وسط الشباب و الدافع الاهم كان هو وضع الجيش في قفص الاتهام و كسب كروت تفاوض كبيرة و صناعة هوة كبيرة بين الجيش النفذ مطالب الثوار باسقاط النظام و حماهم قدام القيادة في رمضان .

و لو نظرنا للمستفيد حنلقاهم الدعامة و القوى السياسية و كبش الفداء هو الجيش .. طبعا انت و بتقراء في كلامي ح تكون عايز تقول لي ( ليه الجيش قفل ابوابه قدام الثوار ؟ ) ح اقول ليك لانو الهدف البعيد من فض الاعتصام و الخطة الاساسية كانت بتعتمد على انو الجيش يفتح البوابات للثوار .. و لو الجيش كان فتح البوابات كان الدعامة دخلوا و سيطروا على القيادة و قبضوا قيادات الجيش بتهمة قتل الثوار امام القيادة فالخطة كانت مبنية على انو القناصة يهاجموا الثوار و تتفتح الابواب و يدخلو الثوار و في نصهم استخبارات الدعم و وراهم قوات الدعم و تحصل الفوضى المن خلالها يسيطروا تماما على القيادة .. الموضوع ده انا شرحتو في تلاتة بوستات قبل كده .

كل المؤشرات و المعطيات و المعلومات و كل تحليلاتنا كانت بتؤكد انو الدعامة بيخططوا انهم يفصلو الجيش و القوات النظامية من الشعب السوداني عشان يستفردوا بالسلطة و الحكم و يدمجو الجيش داخل الدعم السريع .. الخطة دي اشتغلوها بعض القوى السياسية القذرة مع الدعامة و بدعم خارجي بكل خسة و ندالة و خبث .

فهل يعقل انو ما كان عندنا قرون إستشعار داخل الجيش تحلل و تضع خططها وفق خطة الشيطان دي ؟؟
هل يعقل انو قادة الاستخبارات ما انتبهوا لشعارات معليش ما عندنا جيش و وقفوا عندها بعلامة الخط الأحمر ؟ اكيد والله عندنا لكن للاسف منهم من قضى نحبه في جوبا و منهم من تم نقله و تسريحه تحت شعارات إزالة التمكين عشان كده شفنا انو اول موقع سقط في يد المرتزقة هو ( معهد الإستخبارات ) الكان زمان اسمه ( مدرسة الإستخبارات ) مع انو مافي فايدة تذكر من احتجاز طلاب و موظفي معهد الاستخبارات و لا يعتبر هدف عسكري لكن ده اكبر دليل على انو في طابور داخل هيئة الاستخبارات .

ثقتي كبيرة جدا” في الهيئة دي و في قيادة الجيش و متأكد انهم قادرين يتركوا الجفلن و يقرعوا الواقفات بعد إمتصاصهم للصدمة الكبيرة و عسى ان تكرهوا شيئا”و هو خير لكم .. الخير جاي والله بعد ما تمايزت الصفوف و انكشف المستور و انفضح الخونة و العملاء .

البوست ده كل المذكور فيه انا كتبتو ليكم قبل كده و هسه جيت عملت ليه تكثيف بالليل ده و ح اعمل ليهو جدولة نشر عشان الفيس ينشروا ليكم الصباح و قلت ليكم المعلومة دي عشان تعرفو انو وقت نشر البوست ح اكون نايم و ما معروف البحصل شنو من هنا للصباح .. بس متاكد انو الصباح ح تكون اخباره سمحة وبشرياتو جميلة لانو بواسلنا في شرق النيل راقدين فوق راي و قبيل الاتصالات كانت كعبة لانو الشفاتة والواقفين قنا نضفوها نضافة ريش الجداد قبل الطبخ .

بالله اسالو لينا سيد اللوري الجاب الجداد ما برجع الريش ؟؟

النصر للقوات المسلحة و الخزي و العار و مزابل التاريخ لكل من باع و خان و قتل و ارهب و هرب و صمت عن الحق و دافع عن الباطل .

نزار العقيلي

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

أحمد عوض الله

مراسل ميداني يتابع الأخبار العاجلة والتغطيات المباشرة من داخل السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى