رحبت الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، في بيان مشترك، ببدء “محادثات أولية قبل المفاوضات” بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع التي ستعقد، السبت، في جدة.
وفي البيان المشترك دعت واشنطن والرياض “كلا الطرفين إلى استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة”.
كما دعا البيان إلى “ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة”.
وقال البيان “تنوه السعودية والولايات المتحدة الأميركية بجهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية”.
وحث البيان البلدين على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
وكتب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن واشنطن والرياض ترحبان ببدء محادثات أولية، داعيا الأطراف إلى الانخراط بجدية في هذه المحادثات كطريق نحو إنهاء الصراع.
ويأتي بيان بدء المفاوضات بعد مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، ونظيره السعودي، فيصل بن فرحان، حيث قال متحدث باسم الخارجية الأميركية أنها بحثت الوضع في السودان.
وكشف المتحدث، ماثيو ميلر، أن بلينكن أعرب للوزير السعودي عن امتنان الولايات المتحدة للمساعدة السعودية في تسهيل الوصول الآمن للمواطنيين الأميركيين وأفراد أسرهم من السودان إلى جدة.
وأكد الوزيران على “التعاون المكثف بين بلديهما على المستوى الدبلوماسي لوضع حد للقتال في السودان”، وفق البيان.
والجمعة، كشفت وزارة الخارجية السعودية أن بن فرحان ناقش مع بلينكن مستجدات مبادرة مشتركة لاستضافة طرفي الصراع السوداني في مدينة جدة بالمملكة.
وقالت وزارة الخارجية السعودي في بيان إن فيصل بن فرحان وبلينكن استعرضا في اتصال هاتفي “مستجدات المبادرة السعودية الأميركية الخاصة باستضافة ممثلين عن الطرفين في جدة”.
وأضاف البيان أن المبادرة المشتركة تهدف إلى “تهيئة الأرضية اللازمة للحوار لخفض مستوى التوترات” في السودان.
بدوره أكد الجيش السوداني أنه أرسل وفدا إلى مدينة جدة لإجراء محادثات بخصوص هدنة في البلاد في إطار مبادرة سعودية أميركية مشتركة، فيما لم يصدر أي رد فعل رسمي بعد عن قوات الدعم السريع.
ومنذ 15 أبريل، أسفر القتال في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).
وفي 2021 أطاح البرهان ودقلو معا في انقلاب شركاءهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ سقوط عمر البشير. لكن سرعان ما ظهرت خلافات بين الجنرالين وتصاعدت حدتها، ومن أبرز أسبابها شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
الحرة – واشنطن.
