مقالات

إسحق أحمد فضل الله يكتب..الباطن و الظاهر

آخرالليل
الثلاثاء/٧/مارس /٢٠٢٣

أستاذ ….
مكتبتنا كومة كأنها سُكبت من قلاب
و مفكراتنا و عقلنا مثل ذلك
لهذا نتحدَّث بالصور
فنحن …
………
السكران يصدمه كلب ضخم فيسقط …. و حين ينهض تصدمه عربة فولكسواجن ..
و الرجل بعدها يقول للناس
: – صدمة الكلب لم تؤذني …. لكن تلك العلبة المربوطة في ذيله هي التي كادت أن تقتلني …
و نحن صدمة قحت لم تؤذنا/ كثيراً /لكن العلبة التي جاءت بعد قحت هي التي توشك أن ( تجيب خبرنا ) الآن
و الخطر الذي يضربك و أنت تراه ليس خطيراً … الخطير هو الذي يفاجئك تماماً
و كل الأخطار الماضية ظلت شيئاً يضربنا و نحن باقون بينما الخطر القادم هو الذي يشطب وجودنا من خريطة العالم …
و الخطر الذي يقترب جداً دون أن يشعر به أحد هو إنتخابات تُعد و تدار بأسلوب غريب ينطلق الآن تحت الأرض ..
فالآن السوداني يصبح في السودان …. أقلية …
و إنتخابات تعني أن مراكز الرقم الوطني في السودان هي محاص المعركة …. لأن من يمتلك وطنياً يصبح مواطناً هو من ينتخب و هو من يترشَّح
و السودان الذي هو ثلاثون مليون مواطن يزدحم فيه الآن خمسون أو ستون مليوناً
و في الصحراء إن انت غرست عوداً أصبح تلاً مرتفعاً بعد أسبوع
و كثيرون جداً من الجنسيات الزاحفة على السودان تغرس لها المخابرات المعروفة أعواداً لتجعل منها أحزاباً و جماعات لها … و لها …

                                           (٢)

و نحن ننظر من تحت ركام الأخبار ….
و ننظر إلى ما لا يمكن حدوثه إلا في السودان …
و ننظر إلى السلطة و هي تستغرب الضربات التي تأتيها من كل مكان
السلطة تبقي على مدير إحدى الجامعات ممن جاءت بهم قحت … و الرجل الذي فصل ستين محاضراً لأنهم رفضوا الشيوعية الرجل هذا يطلق الآن مبادرة …. كما يسمِّيها… و يدعو لها أهل الجامعات
و السلطة تجد أن هناك إستجابة
و السلطة تنسى أن من إستجابوا للدعوة هم الأساتذة الذين إنتهت فترات عقودهم منذ عام
و يغرسون و ما زالوا أنياب قحت في عنق الدولة …. الدولة التي تصاب بالدهشة لأن السكين تقطع اللحم


………..
و سهل تماماً أن نسرد الشواهد التي تقول إن السلطة تجلس فوق فراش العقارب ثم يدهشها أن شيئاً يلدغها …
أستاذ …
كل شيء الآن يقول إن السودان الآن هو حوت السندباد
و السندباد يلقي به البحر فوق جزيرة و الرجل و من معه يشرعون في الطبخ و يشعلون النار …
و في الحال تختفي الجزيرة من تحتهم …
و يجدون أن الجزيرة لم تكن إلا حوتا كان نائماً …. نام حتى نبتت الأشجار فوق ظهره و أنهم لما أشعلوا النار أيقظه حر النار فغاص في الأعماق
و ما يبدو الآن هو أن السودان هو الحوت النائم
و أن السودانيين كلهم سوف يجدون أنفسهم في البحر فجأة و أن الأرض إختفت من تحتهم
بعد أن أيقظها حر النار
خصوصاً نار الرشاشات …
و تحياتنا للبرهان العربة التي تصدمنا بعد صدمة الكلب …

هذا كتبناه في السادس من مارس العام الماضي….الزمن يصبح شاهداً لا يُرد

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى