من أعلى المنصة
ياسر الفادني
قهقهة كلب !
قرأت قديما تعريفا ظريفا… لمفهوم ما هو الخبر الصحفي؟ وهو إذا عض الكلب رجلا هذا ليس بخبر… لكن اذا عض الرجل كلبا… فهذا… هو الخبر!… فأنا اليوم ( جبتا ليكم ضقلا يكركب).. هو، إني رأيت رجلا سودانيا يبطح كلبا أرضا على ظهره ويرفع الكلب رجليه الاماميتين ويضع الرجل… أصابعه في ابطي الكلب و (يكلكله) وينفجر الكلب ضحكا وقهقهة وومعاها قرقرابة كمان!
فالكلب في الإسلام… له مكانة لذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفق بالحيوان بصفة عامة ، فالكلاب يجوز تربيتها لحراسة البهائم والصيد وقال الحبيب المصطفى (من امسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط الا كلب حرث أو ماشية) … لكن مداعبة الكلب وكلكلته… غايتو ما سمعنا بيها إلى عند هذا السوداني الذي يضحك كلبه… ويضحك معه…. ونحن نضحك من خلفه مسرح كوميدي فريد في نوعه على الهواء الطلق دون كواليس… ودون ديكور… ودون مخرج…
أما الكلب في الأدب… وجدته في جمهورية الكلاب… وهو كتاب أنيق الشكل في طبعة جميلة، تحصلت عليه من صديق عزيز مؤلفه الشاعر و الكاتب استفناس واتس.. ديوان شعر.. قصائده حبلى بالنظرة البعيدة ، مفرداته أخذت طابع الرمز والاحاسيس ذات البعد الثلاثي الغامضة… والمشوقة في نفس الوقت قال في جمهورية الكلاب…
لا تزال غرفتك ملأى بالصور الفوتوغرافية…
عالمك ترعاه الأشجار أنت الذي تحاشيتَ
شعابَ الكمبيوتر كلَّها اختطفك انزلاقُ العجلات،
جليدٌ أسود أو سكتةُ القلب، مخاطبة الحياة بطولها
وأذية ابنتِك…..
كل ما أستطيع فعله الآن هو الترنح…..
الشعب السوداني… شعب محن والله… وشعب ظريف، ويحب النكته والفرح وشعب يحب أن يكون سببا في جعل البسمة في وجه كل إنسان .. وحتى الحيوان… فالكلب يمكن أن يضحك والقرد كذلك والماعز… لكن الحمار اعتقد انه صعب جدا اضحاكه… لكن أجزم أن مسألة اضحاكه عند السودانين ليس بعيدة .. فنحن شعب مبدع… فهل يقهقه الحمار؟… ولا ننسى أن في كل كبد رطبة أجر…