مقالات

ياسر الفادني يكتب.. ما نلف وندور !!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

ما نلف وندور !!

لنكن واضحين ولانلبس الكمامة خشية من ريح الفشل  ولا نضع العصابة السوداء في أعيننا مضاراة للخيبات ومخافة من  أن نري  عورة رفعنا سواءتها بأنفسنا  ، أقول  : إن اي حكم مدني لا يأتي بانتخابات هو فاشل ولا يستمر ، حكم النخب المختارة كما حدث دائما يخضع لمعايير خطأ مثل الذي حدث في حقبة حمدوك والتي كانت معاييره لم تتجاوز….  إما المحاصصات الحزبية  أو طريقة صاحبي وصاحبك !! …   أو عبارة دا فردة ياخي !! …. وداك مكنة !

في هذه البلاد كما أثبت الواقع السياسي المر أننا حتي الآن لم نبلغ مرحلة الرشد السياسي ولم ينبت في فكنا السياسي ضرس العقل !! ،  بل ما نبت فيه هو  الضرس  (القايم بروز)  الذي سبب مزيدا من التشوه الوجهي وأضفي الحسرة عليه  حتي علي البسمة السياسية العابرة ،  حكم النخب المختارة خبط عشواء يخلق عاهات وتشوهات ويتطاول الاقزام فيه ويقزم الطوال ويظهر شخصيات غريبة المنظر لا شكل لها يسر الناظرين ولا لون لها بل لها رائحة غريبة

إن سار الإطاري بنفس المنوال  سوف تتكرر نفس التجربة السابقة ويحدث تدوير جديد للكرستالات السياسية السابقة ربما يتغير شكلها وتضفي عليها لمعة وتلصق عليها لفافة بلاستيكية رفيعة تزينها مكتوب عليها خالدين فيها ابدا ! ،  تبقي هي…  هي وإن اعيد تدويرها  وإن زينت بجميع أدوات تجميل الفوتو شوب السياسي، وسنظل هكذا نلف وندور في (حلقة مفرغة ) لا جديد نراه إلا الغبار الذي يعلو ويظهر من جنبات وأعلى هذه الحلقة والنتيجة أن  هذا الغبار يصير اعصارا ويتلاشي وتظهر الصورة الحقيقية

يجب الكلمة الأولي والاخيرة أن تكون بيد الجيش السوداني لا بيد فولكر ولا الاليات العددية الكثيرة التي لا ترفع إلا القمامة السياسية التي لا تقذفها بعيدا بل تضعها في نفس المكان من (نفس الزول) ! ، اعظم تجربة سياسية  مرت علي هذه البلاد هي تجربة المشير المرحوم سوار الذهب وانجح تجربة مدنية كانت تجربة الجزولي دفع الله هؤلاء قالوا وانجزوا واوفوا،  لعل هذه التجربة تعتبر التجربة المثالية التي كآن أن يحتذي بها بعد سقوط البشير مباشرة

لازال العشم في القوات المسلحة واقولها حقيقة أن الشعب السوداني برمته يعتمد عليها إعتمادا كبيرا في تصحيح المسار وليس أصحاب ( الخُشب المسندة ) ! الذين كل مرة يظهرون في القنوات الفضائية يتحدثون باسم الشعب ولا يدرون أن الشعب بعيد عنهم تماما ، للذي لايعرف أن الشعب السوداني تجارب الحكم المختلفة  التي عاصرها خلقت منه سياسيا محترفا وقاريء حصيف لمالات المستقبل وأصبح يعرف تماما من الكاذب ومن الصادق ومن المتلون ومن (سواق الخلا ) ! .

إذن يبقي الجيش السوداني هو حليف الشعب وتبقي التبعية للقوات المسلحة وتبقي اتجاه بوصلة  الخروج من ظل الأزمة المتفاقمة هي ذات القوات المسلحة لقيادة الحكم الانتقالي مع إختيار كفاءات وطنية ليست حزبية لتسيير دفة الحكم الإنتقالي المدني  حتي تأتي انتخابات نزيهة يختار فيها الشعب من يختار وهذه هي الديمقراطية الحقة التي ننشدها ، حقوا ما نلف وندور في الفارغة والمقدودة ! ، إني من منصتي أنظر..  حيث لا أري الآن إلا : الساقية التي تَغْرِف من البحر….. وتكب فيه .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى