مقالات

ياسر الفادني يكتب.. السير علي الظلط بالقَلَبة !!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

السير علي الظلط بالقَلَبة !!

يحكي والعهدة علي الراوي :  أن  الفنان الراحل عبد العزيز داؤود رحمه الله ذات مرة ذهب الي كسلا حينها تم رصف طريق القاش بطريقة غريبة وهو أن الحصي بارزة من فوق الاسفلت بحيث يجعل إطار العربة له صوت و عندما يمشي عليه يتعب الماشي ويتركه فنظر إليه ابو داؤود وقال : أول مرة أشوف ظلط بالقَلَبة !! ، بالضبط هذا يطابق ما صنعته النخب السياسية منذ أربع سنوات

الكتل المختلفة التي تقود العمل السياسي في هذه البلاد منذ سقوط البشير ظلت تسوق الشعب السوداني( بالدقداق) وكل مرة تعد بأنها سوف تصلح الطريق وعندما تجتهد تصنع طريقا اسفله هو أعلاه ، سياسيا  تارة نمر بمنعرج لوي الوثيقة الدستورية  وتارة بحومل الإطاري وأخيرا الإطاري المهجن بعد تحنيس الكتلة الديمقراطية والتي تخلت عن موقفها القديم ، هذا طبيعي كنت أتوقع ذلك وعبرت عنه في مقالات كثيرة سابقة واستشهدت باللاءات الثلاثة ، إن المباديء السياسية هنا غير ثابتة يمكن أن تتحول بين عشية وضحاها بل يمكن أن تتغير في كسر من الثانية

الإطاري المهجن  الذي ربما يظهر عجينه للذي يقلبه بحصافة يجد أنه نفس الصناعة السابقة وإن تغير لون ثوبها من الأسود الغامض إلي اللون الرمادي  الذي يميل إلي الغباش ، وهي ترتيب وتخطيط ودعم (نفس الزول ) !! ، وهو تجريب المجرب الذي فشل مع إدخال بعض المقبلات التي كلما تبقي تزداد حموضة ومرارة

الإطاري المهجن بلاشك غير فولكر… الستة الذين اتو قبل يومين وضعوا زواياه وصبوا قاعدته التي بنيت من طين ، من خلال بيانهم ذكروا في الفقرة الرابعة منه أن الإرادة الدولية سوف  تتخذ اسلوب المساءلة للذين يقفون حائط صد  في طريق مرور الانتقالي واوضحها البيان وهي الجهات والحركات والعناصر ،  وضعوها مغلفة هكذا لكنهم يقصدون الإتفاق الإطاري ، يالتاكيد إن هذه الفقرة جعلت قوما يرتجفون ويخافون وينظرون لمصلحتهم الشخصية…. لربما يخرون موقعين

ما يجري في هذه البلاد يشبه الملاح الذي كل مرة (يلايق)  إما بالويكة ( النافدة ) ويترك ولا يؤكل وإما بالبامية (المكاوقة) وإما ( بالحميض) !! ، أي إتفاق يتم فيه إقصاء لجهات مؤثرة سياسيا ولها وزن قاعدي كبير يكون مصيره الفشل وأي إتفاق يبني علي الخوف وتتبع المصلحة الذاتية واللهث وراء السلطة والكراسي يقع صاحبه علي رقبته ، كفانا تجريبا فمتي نظل  نركب (الفرناقة)  ؟ ومتي يرجع الظلط إلي وضعه الأسود الناعم بدلا من أن يكون مقلوبا ؟ .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

‫2 تعليقات

  1. انت تقول:(كفانا تجريبا فمتي نظل نركب (الفرناقة) ؟ ومتي يرجع الظلط إلي وضعه الأسود الناعم بدلا من أن يكون مقلوبا ؟) .
    اقول: لن يتغير الحال حتى نغير ما بأنفسنا…لأن النفوس صارت مريضة..ولن تتعافى ولن تتشافى إلا إذا رجعت الى الذي خلقها وسواها من العدم…
    الم يقل المولى عز وجل:( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)…والأمر راجع بعد ذلك الينا…فإن شئنا استجبنا لما يحيينا…وان ابينا…فلا نلومن إلا انفسنا…ولن نضر الله شيئاً..وسيجزي الله الشاكرين..ويزيدهم من فضله…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى