مقالات

رحمة عبدالمنعم يكتب :”سودانية 24″..سقوط مهني..!

للحقيقة لسان

رحمة عبدالمنعم

“سودانية 24”..سقوط مهني..!

أعترف أنني مقل في مشاهدة التلفاز من الاساس.. وأزيد الاعتراف بأنه إذا سنحت لي الفرصة لمشاهدة قناة تلفزيونية ما.. فلن تكون “سودانية 24” بكل تأكيد!.. فقد فقدت مصداقيتها الخبرية بالنسبة لي منذ ذلك اليوم الذي شاهدت فيها الفنانين يصدحون بالغناء والشوارع ملأى بهتاف الثوار!.. إنها سقطة مهنية لن يمحوها التاريخ.. بالنسبة لي على الاقل!


قناة “سودانية 24 ” تفتقر للمهنية الإعلامية، فالمتابع للخارطة البرامجية لها بعد الثورة- يرى انها تحولت لمنصة هتافية ينعق فيها الرجرجة والدهماء والكتاب المتحولون والمثقفون الحيارى- اوكما قال الفيلسوف الكندي آلان دونو “فالتافهون كثر من حولنا يطلون من كل مكان ويدخلون البيوت عنوة وما باليد من حيلة لطردهم”..وهكذا ظلت “سودانية 24” تفرض على المشاهد ناشطين لا وزن لهم،

ومهرجين سياسيين، فرضوا أنفسهم علينا فأشبعونا زبداً ورغاء بألسنة غلاظ حداد، أزكمت الإنوف.. وأرهقت الأكباد.. وسدت علينا الآفاق.
قناة “سودانية 24” أصبحت تفتح أبوابها لكل من هب ودب دون الرجوع لمعايير الاستضافة، فمن وجهة نظر القائمين على أمر البرامج السياسية أن كل من شتم (سنسفيل الإنقاذ) ينفعُ محللاً سياسياً، وكل من هتف في ميدان الاعتصام بالضرورة مثقفاً يمكنه أن يحدثنا عن أدب الثورة، وكل صاحب حنجرة قوية يرتدي (بنطالاً) ضيقاً فهو فنان لا بد أن ينعقُ في “شاشة سودانية”…


إن أسباب سقوط “S 24” واضحة للعيان من حيث الضعف والتردي في البرامج والضيوف، وعدم القدرة على مخاطبة الجمهور بقضايا تلفت انتباهه وتشده للمشاهدة، وقد سمعت من كثيرين أنهم لا يديرون محرك الريموت كنترول لمشاهدة قناة (سودنية 24) ، لأن ما تقدمه من محتوى بات لا يرقى للمشاهدة.


سودانية 24 فقدت مصداقيتها عندما وقفت ضد التغيير وتحاول الان التقرب للثوار بفقد مصداقيتها مرة اخرى.. والتزلف للثورة عبر الناشطين…


ومازالت فاقدة للبوصلة لانها فشلت فى تقديم نفسها كقناة مهنية ومحترمة وأدمنت الانحناء فى كل مرحلة مما سهل ركوبها بواسطة الرجرجة والدهماء من معارضي التغيير قبل سقوط الانقاذ ومن ادعيائه بعد التغيير..


يؤسفني القول إن الادارة العليا لقناة s 24 تعاني من فقر اداري وعجز ابداعي، ومع احترامي للاخ منتصر احمد النور الأ انه اقل قامة من الكرسي الذي يجلس عليه “، فالرجل بلا تجربة في فضاء العمل الإعلامي، وعليه ان يتنحى ويغادر إلى وجهة اخرى، واقترح عليه السفر لدولة “إيران” فهي احوج ما تكون اليه في هذا التوقيت، ربما يتم تعيينه مديراً لتلفزيون (…)..!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى