عندما تمّ إحضار زهرة البالغة من العمر سنة واحدة إلى مركز “الطفيري” للصحة والتغذية القريب من كادُقلي قبل عامين، كانت تزن خمسة كيلوغرامات فقط. كانت والدتها هبة قلقة للغاية على صحة ابنتها. لقد جرّبت كل شيء، لكن زهرة لم تستطع أن ترضع ولا تأكل طعامًا عاديًا، “كانت الزهراء ضعيفة جدًا ونحيفة. كانت لا تأكل جيدًا.
ثم توقّفت عن الأكل على الإطلاق. سأضطر لإجبارها على تناول الطعام، لكن كل هذا سيظهر على أنه إسهال”. تقول هبة. “عندما أخذت زهرة إلى المركز، حاولوا أيضًا أن يقدموا لها الطعام، لكنها لم تستطع الاحتفاظ بأي شيء بالداخل لفترة طويلة”.
قرّر الفريق الطبي أنهم لا يستطيعون دعم الفتاة بشكل كافٍ في المركز وأحالوها إلى مستشفى كادُقلي التعليمي الأكبر بدعم من قِبل منظمة إنقاذ الطفولة. مكثت زهرة في المستشفى لمدة شهرين وحصلت على التشخيص المُناسب والأدوية التي أدّت إلى شفائها. ومع ذلك، بعد فترة وجيزة من خروجها من المستشفى، ساءت حالتها الصحية مرةً أخرى، وأُعيد إدخالها. تلقّت زهرة 25 يومًا أخرى من العلاج في مستشفى كادُقلي، بما في ذلك عمليات نقل الدم.
اليوم، هي أفضل بكثير، لكنها لا تزال تفتقر إلى نفس القُوة التي يتمتّع بها الأطفال في سنها. لدعمها بشكل أكبر، تواصل والدتها إحضارها إلى مركز التغذية في الطفيري، حيث تتلقّى وجبة مُغذية بشكلٍ مُنتظمٍ. الآن، في سن الثالثة، تزن زهرة ما يقرب من 10 كيلوغرامات وأمّها لديها أحلام وآمال كبيرة بالنسبة لها: “أريد حقًا أن تكبر زهرة وتصبح طبيبة حتى تتمكّن من مساعدة الفتيات الصغيرات مثلها. يمكنها أن تخبرهم أنني مثلك تمامًا والآن أنا طبيب”.
يقع مركز الصحة والتغذية في مخيم الطفيري للنازحين في ضواحي كادقلي في جنوب كردفان. وهي مدعومة من قبل منظمة إنقاذ الطفولة، يخدم المركز كلاً من النازحين والمجتمعات المُضيفة من المناطق المُحيطة ويقدم خدمات صحية وتغذوية، بما في ذلك الفحوصات والاستشارات والتغذية التكميلية وخدمات الرعاية قبل وبعد الولادة والتطعيمات.