مقالات

محمد عبد القادر يكتب:طرابلس..عاصمةً للإعلام وقبلةً للوعي العربي..

على كل
محمد عبد القادر
طرابلس.. عاصمةً للإعلام وقبلةً للوعي العربي..


كُنت في طرابلس، استضافتني في أقوى أيّام التلاحم بين أبناء لغة الضاد، وهي تحتفل باختيارها (عاصمةً للإعلام العربي).. أمضيت بها سبعة أيّامٍ حسوماً، قضيتها بين إعلاميين يمثلون بلداناً نحبها من المُحيط إلى الخليج، فاستحقت دولة ليبيا أن تنال شرف الحضور في الذاكرة والوجدان وهي تطمئننا على وجودها المُؤثِّر في خارطة المجد العربي قبلةً للأمن والاستقرار، وواحةً للوعي والانتصار لإرادة الشعوب حين تقرر أن تعيش بحرية وسلام وأمان.


مازالت طرابلس عروساَ للبحر، وعاصمةً للضياء، افاضت علينا من كرمها الكثير، فاعادتنا إلى إرث خالد وتليد، وهي تحتضن الإعلاميين من مُختلف البلدان العربية، وتنصب نفسها بثقةٍ وفخارٍ، حارسةً لبوابة الإعلام، وعاصمةً تنتج الوعي وتُقدِّس الثقافة، وتعلي من قيم التعاضد والتآزر بين أبناء الوطن الكبير.


أروع ما في تجربة الانتقال الليبية انها رسّخت لأنموذج فاضل يحافظ على كيان الدولة وأمن واستقرار ورفاهية المواطن، حيث مازالت طرابلس تُحافظ على ثيابها أمنها واستقرارها ورفاهية مواطنها نظيفةً رغم التحوُّلات الكبيرة والابتلاءات العظيمة التي مرت بها دولة ليبيا…
حينما تسلّمت دعوة الإعلامي المضياف الأخ الدكتور نور الرابطي لزيارة ليبيا، قفزت في ذهني كثير من الأسئلة الباعثة على القلق، فقد رسم الإعلام المُوجّه (سامحه الله) صورة سالبة عن راهن ومستقبل ليبيا، لم نجدها على الأقل في طرابلس العاصمة وما حولها، ولم نسمع عنها طيلة أيّام اقامتنا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي مازال يحتضن المدينة، ويفرد اياديه الحانية على أهلها بجمالٍ ووفاءٍ.


كان الدكتور الرابطي الذي رابط على خدمتنا والرد على استفساراتنا، يدفع بحزمة من التطمينات ويلح في النداء، وما أن هبطنا طرابلس حتى تغيّرت كثير من الصور التي كانت ترسمها الأجندة السالبة عن بلاد طيبة وشعب راق ومحترم وهادئ ومضياف..


في فعاليات طرابلس عاصمة الإعلام العربي، اكتشفنا أن كفاءات ليبيا في مجال الإعلام راسخة، (يحضرني هنا الليبي المخضرم فوزي الغويلي)، وأن خبراتها رلسخة في الفضاء والوجدان العربي.


عجمت طرابلس كنانتها، واختارت أقوى السهام، ودفعت به رئيساً ومُشرفاً على فعاليات طرابلس عاصمةً للإعلام العربي، حيث استقبلنا الوزير السابق والسفير الدكتور محمد شرف الدين في بهو ؟فندق الشيراتون) الواقع بمنطقة الأندلس أعرق أحياء طرابلس، وقدّم محاضرة كبيرة وتصوراَ محترماً لما ينبغي أن يكون عليه الإعلام العربي خلال المرحلة التي تواجه فيها الأمة تحديات كبيرة تستدعي خطاباً موحداً والتحاماَ توثقه عرى الأحلام الكبيرة.


في طرابلس، التحمنا بالقضايا العربية، واقتربنا من نبض الهموم المشتركة، حيث مثّل الوفد الفلسطيني شُعلةً من النشاط الباعث على التذكير بأوجاع القدس، وحكايات الشهداء، ومُعاناة الأخوة في الأرض السليبة، كانت رانيا حاتم شاعرة الانتفاضة الفلسطينية تلهب الحماس، وهي تكتب بمداد الدم عن القضية المركزية في وجدان كل العرب، ومن خلفها وفدٌ محترمٌ، استطاع أن يمثل بلده ويُوصِّل رسالته بوضوح طيلة فعاليات (طرابلس عاصمة للإعلام العربي).


في طرابلس، كانت أوجاع الأمة العربية وقضايا وهموم شعوبها حاضرةً، فالتقينا الوفد السوري الذي جاء يحمل (سلاماً من صبا بردي ارق)، وكانت أناشيد الجيوش المغربية ملء الخاطر والوجدان، ووفدها يوقع حضوراً، زاده القاً أداء منتخب بلاده المُبهر في كأس العالم (لطيفة أقسيم)، وكانت الجزائر صاحبة المحبة المقيمة في القلب العربي الكبير (الفنانة عديلة)، وعزف الحضور الأخضر لتونس أعذب الألحان المتدفقة في وجداننا حباً ووفاءً (ليلى بنت عطية الله)، ورأينا النخلة العراقية (إسراء)، وكانت مصر يا أخت بلادي يا شقيقة حاضرةً ومحتفظةً بكونها رياضاً عذبة النبع وريقة (رضوى السيسي)، وكانت الأردن بجلالتها وعظمتها تكتب من وعي أبنائها، حروفاً مضيئةً في سفر المشاركة (زكريا بن عامر)، في الفعاليات كانت المشاركة اللبنانية والموريتانية والسعودية بعدد من الذين مثلوا بلدانهم خير تمثيل.


سعدت جداً وطرابلس تُرسِّخ لأمن واستقرار استثنائي تجلى في حالة هدوء وسكينة سيطرت على الزمان والمكان طيلة أيّام الزيارة.


ضمن الفعاليات، التقينا الرئيس الليبي المُهذّب عبد الحميد الدبيبة، تواضعه وحرصه على تحية الوفود العربية فرداَ فرداً، وصبره على الصور التذكارية كان كافياَ لتصدير صورة طيبة عن بلاد تُراهن على أن تكون قبلةً للإعلام والرفاه والأمن والاستقرار.


نعم (لن ننسى أيّاماً مضت) في ليبيا التي سكنتنا إلى الأبد، وهي تحنو علينا (حنو المُرضعات على الفطيم)، وتطمئننا على أنها كانت ومازالت وستظل تحمل كل الخير للأمّة العربيّة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى