16 ديسمبر 2022
يحكى أنّ رجلاً يبيع الثلج فكان ينادي عليه، فيقول (ارحموا من يذوب رأس ماله).
قال واحد من السلف الصالح لقد قرأت سورة (العصر) ثلاثين عاماً ولا أفهم معناها، كنت أفكر كيف يكون الأصل في الإنسان الخسران والله يؤكده بكل المؤكدات ثم يستثني الله الناجين من الخسران بصفات أربع وهي الإيمان/ والعمل الصالح/ والتواصي بالحق/ والتواصي بالصبر إلى أن سمعت يوماً بائعاً للثلج ينادي على بضاعته مستعطفاً الناس فيقول (ارحموا من يذوب رأس ماله) لأنّ الثلج ماء متجمد، وقطرة الماء التي تسقط لن تعود مرةً أخرى. هنا فهمت أن هذا هو معنى القسم في سورة (العصر).
فرأس مالك في الدنيا هو عمرك، واللحظة التي تمر من عمرك لن تعود ثانيةً، فكل واحد منا يذوب رأس ماله.
فانتبهوا لرأس مالكم وهو الوقت الذي تحيا فيه قبل أن ينتهي الأجل.
ونحن اليوم من أهل الدنيا ولا ندري غداً أين سنكون.
أطال الله أعماركم وأحسن أعمالكم. انتبهوا لمن يسرق منكم رأس مالكم.
وكل واحد فينا يعرف مَن الذي يسرق منه رأس ماله.
لا تضيع لحظة من رأس مالك وأنت لست في ذكر لله، ولذلك أكثروا من عمل الخير والعبادة والطاعة وفعل الخيرات حتى لا تضيع أعماركم كبائع الثلج الذي تضيع بضاعته قطرة قطرة.
نسأل الله تعالى أن نضيع أعمارنا في طاعة الله.