7 ديسمبر 2022م
أعزائي القراءالأفاضل نفتح اليوم هذه النافذه للأستاذ السر إبراهيم ليطل عليكم في مقاله وتحليله عن خطاب الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول.
السر إبراهيم
وقع أمس الأول بالخرطوم اتفاق إطاري بين قوى الثورة والمكون العسكري، وتضمن الاتفاق قضايا كثيرة ابرزها تشكيل سلطة مدنية لقيادة الفترة الانتقالية، والتي نص الاتفاق على أن تكون مدتها عامان تبدأ من تعيين رئيس الوزراء.
هذا الاتفاق لا يمكن رفضه من أي قوى سياسية عاقلة، لأنه يؤسس لسلطة مدنية وينتصر لخيارات الثورة، وهو المطلب الذي ظلت تخرج المواكب لتحقيقه، وقد حققته قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ومن معها من قوى سياسية دون مواقف متصلبة وغير عاقلة.
ما لفتني في هذا الاحتفال، الكلمة التي ألقاها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والتي أكد فيها موقفاً حازماً وواضحاً بدعم السلطة الانتقالية، بل وحماية التحول الديمقراطي كالتزام شخصي ومؤسسي، وهذا يعني بوضوح أن قوات الدعم السريع وقيادتها هي الحامي للسلطة المدنية وللتحول الديمقراطي بوضوح لا يقبل الشك، وهذا الموقف يتطلّب من القوى السياسية وقوى الثورة عامة أن تعمل على تمتين العلاقة بينها وبين حليف قوي يمتلك من القوة ما يستطيع به التأسيس لوطن ديمقراطي، في ظل وجود قوة عسكرية أخرى تسيطر عليها قوى لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالثورة وشعاراتها.
أيضاً ما لفتني في خطاب حميدتي، اهتمامه بقضايا النازحين وهي قضية، حتى حركات الكفاح المسلح لا تتحدث عنها، وقد عبّر نائب رئيس مجلس السيادة عنها بوضوح يجعلها في أولويات السلطة المدنية القادمة.
وأكثر نقطة تجعل من خطاب نائب رئيس مجلس السيادة متفرداً، هو اعتذاره عن عنف الدولة تجاه المجتمعات، وهو اعتذارٌ لم يسبقه عليه مسؤول في الدولة السودانية، فقد تعوّدنا على التهرب من المسؤولية بالرغم من ارتكاب الدولة على مر تاريخها لعنف تأذى منه مجتمعنا السوداني وقاد لتمزق وانفصال جزء عزيز من بلادنا، وإنّ نائب رئيس مجلس السادة، قائد الدعم السريع باعتذاره هذا، أسس لممارسة سياسية جديدة، وتفرد بموقف لم يسبقه عليه أحد من المسؤولين في الدولة على مر تاريخها.
النقطة الفارقة في خطاب نائب رئيس مجلس السيادة، هي الرسائل التي وجهها للشباب والمجتمع الدولي وللنساء في بلادنا، وهي رسائل بحاجة للتأمُّل فيها واستيعابها والتعامل معها للتأسيس لوطن ديمقراطي ولمرحلة جديدة تتجاوز فيها بلادنا مرارات الماضي والانطلاق لبناء وطننا على أسس جديدة. وإنني أرى أن حميدتي شخصية يمكن الاعتماد عليها في الانتصار لقيم الثورة، وهو يقود قوة عسكرية غير مؤدلجة يمكن الاعتماد عليها في حماية الانتقال وحماية الديمقراطية، وجميعنا نعلم أن القوات المسلحة مسيسة وتتحكم في جميع مفاصلها عناصر النظام البائد وتحتاج لتفكيك وغربلة وإعادة بناء لتكون مؤسسة قومية وداعمة لخيارات الشعب في الحُرية والسلام والعدالة.
تعليق
نتفق مع الأستاذ السر أنه خطاب متفرد وعميق وعبر عن أشواق الشعب وغطى كل القضيا الملحة والشائكة في الأزمة السودانية خاصة قضايا التحول الديمقراطي وإعادة النازحين.
وكما قال السيد مبارك الفاضل المهدي في تغريدة له إن الفريق حميدتي كان نجم احتفال التوقيع اتسم خطابه بالصراحة والموضوعية. كان الرجل الدافع الاساسي لاتمام هذا الاتفاق بذل فيه الجهد.