من أعلى المنصة
ياسر الفادني
إنهم تنفسوا دخان العادم !
السياسة فيها الدهاء وفيها الذكاء وفيها الغباء ، فالدهاء هو أن تعرف من أين تؤكل الكتف والذكاء أن تظهر أنت ويلتف حولك آخرين لا حبا فيك ولكن حبا في الوطن ، والغباء فيها هو أن يؤتيك الله حكما وتتخبط فيه خطلا وتمسك (النبلة بالقلبة) وتقذف في وجهك حجرا !!، الغباء السياسي عرفناه طوال ثلاث سنوات خلت من عمر الفترة الإنتقالية في ظل الحكومة المدنية ، والغبي سياسيا سهل الإنقلاب عليه لأنه بني بيته من لبن من طين وبيت الطين إن أحاطته المياه يسقط (بردلب) !! علي روؤس من بنوه و يقلبون اكفهم ويلعنون بعضهم بعضا ويتلاومون
موكب الكرامة الذي تم بالأمس من قبل حشود ضخمة جمعت ألوان طيف مختلفة من قال إنهم كيزان خالصين فقد كذب ، الموكب يمكن أن نصفه بأنه شمل الوطنيين في هذه البلاد الذين لا يرضيهم ضياع الوطن من شلة لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من الشعب صوتهم ضخم وحنجرتهم تلعلع بصوت عالي ! ، هؤلاء الذين خرجوا رأيت فيهم من كانوا يعارضون الإنقاذ بشدة ومنهم من ضيق عليه آنذاك ومنهم من سجن ، الذين خرجوا رفضوا رفضا باتا أي تدخل اجنبي من فولكر وبعض السفارات ورفضوا أي تسوية تأتي بها أقلية علي حساب الأكثرية ويحدث فيها الإقصاء والتهميش و صناعة دكتاتورية جديدة يذل فيها العزيز ويعز فيها الذليل !
الموكب لم يسمي( مليونية) بل سمي وقفة الكرامة لأن هذه العبارة كرهها الشعب السوداني عندما تطلق برغم أن الخروج للشارع لم يصل عدده المليون وإن كبر لا يتعدي ألفا ، من إختار الإسم لموكب الكرامة أعتقد أنه وفق في الإختيار لأنها عبارة يلتف حولها كل أهل السودان ، أما غاضبون وملوك الإشتباك وأصحاب (الغنجة ) !! كلها ألفاظ منفرة وعبارات تخلق العداء والكراهية ولا يحبها الشعب السوداني في سلمه وحياته المدنية
من شاركوا في موكب الكرامة صلوا صلاة الظهر في المسجد الذي يقع شمال شرق مكتب فولكر ، وبعدها قام أحد العلماء وتحدث في اربع دقائق عن فضل الصلاة علي الرسول صلي الله عليه وسلم واستمع له الكل حتي الذين بالخارج انصتوا له ، فالذي يصلي الفرض ويتوشح بالصلاة علي الرسول إن خرج فإن خروجه لرب لدين لا لسلطة وطين !!
التخطيط للموكب كان جيدا والترتيب كان ترتيب خبراء يعرفون كيف يعكسون الرأي بصورة قوية ، الدخول إلي ساحة الفعالية كان بقوة وجميع هادرة أتت كلها في أوقات ليس بينهم مسافات زمنية طويلة ، هتافات الشباب كانت قوية ومعبرة ارعدت وخوفت الجار الجنب الجسم ، ولعله عمل ( بات مان ) !! بقد الباب الوراء !! خوفا وتحسبا بعد أن دخل في قلبه الرعب وظن كاذبا أن أمر هذه البلاد في كركابة (سواقين الخلاء) !
الشرطة كانت تنظر وتراقب فقط حتي الحراسة التي تقف من الشرطة علي البوابة الرئيسية لمكتب يونتامس واقفين فقط لا أحد يقرب إليهم ولم أراهم يشيرون لأحد بالابتعاد لأن من أتوا علي درجة من التعقل والدراية والخلق القويم الرشيد ، إذن الفرق بين موكب الكرامة ومواكب التتريس والخراب والفقد فرق شاسع وكبير وبين الأول والثاني ملايين من السنوات الضوئية السياسية ، المثل يقول : الكيشة قدموا وفوتوا !! ، وكتحوا بعجاج اللساتك !!! ومن ثم (خليهو) يشتم دخان العادم حقك ! .