مقالات

ياسر الفادني يكتب.. تبقي إيه الدنيا من بعدك تكون ؟

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

تبقي إيه الدنيا من بعدك تكون ؟

ما أجمل شعراء بلادي ، زينوا مساحات عشق ورصفوا طريق حزن لكنه نبيل ، كل واحد منهم له طريقته وله لغته وله عباراته وله صور ملونة وضعها علي حائط التاريخ الفني الأصيل حلاوة والجميل طلاوة ، صلاح حاج سعيد واحد من هؤلاء الرموز الأجلاء ، تلالا عشقا سرمديا لحسناء القافية وأميرة الأوزان الشعرية ،صلاح حاج سعيد يعد من أساطين وملوك الشعر السوداني الآخاذ عطرا من كلمات :

  لسه بيناتنا المسافة والعيون واللهفة والخوف والسكون

رنة الحزن البخافا

تعدي بالفرحة وتفوت

وامشي بالحسرة واموت

علاقة حميمة جمعت بين رائعين ،  الفنان الراحل المقيم مصطفي سيد أحمد وصلاح حاج سعيد كان النتاج إبداعا لايضاهيه إبداع مفردة أنيقة ونغما  شجيا وصوتا رخيما ، صلاح حاج سعيد عقد فريد حرفه رنان نبضه صادق قوي الإرادة لاينكسر ، يصف حاله بكل تجرد ، يصارع المستحيل

لا الزمن يقدر يحول قلبي عنك

لا المسافة ولا الخيال يشغلني عنك

عارفني منك تحرمني منك

والمواعيد لا بتجيب منك تودي

لا الشجن قادر يشيلني عليك اعدي

شجرة مفردات حاج سعيد ظلالها وارفة ثمارها يانعة تحتها تجد الدلالات والمعاني العميقة الشيقة ترجمها شعرا  في ديوانه الحزن النبيل علما بأن الاهداء كتبه  لصديقه مصطفي سيد أحمد ، كثير العتاب علي من ظلم لكنه عتاب لطيف بدون تجريح، عتاب فيه إصرار وثبات علي عهد قطعه علي نفسه لم يتزحزح عنه ولا يتغير مهما أكل عليه الدهر وشرب

لا رسالة تجيني منك

لا خبر طمني عنك

وأنت سايق فيني ظنك

رغم إنك ..انت عارف …انو منك

لا الزمن يقدر يحول قلبي عنك…لا المسافة ولا الخيال يشغلني عنك …

صلاح حاج سعيد يعتبر من رواد مدرسة العاطفة الجياشة والحروف الموسيقية في شكل جمالي عجيب ، هذا الرجل يثير الدهشة في قلب المستمع ، كلماته تجسد وجدانه ، يطرح عرض حال عنيف من الأسي بسبب الظلم والقساوة من من يعشق ، يقاتل الظنون ويطلب قيمة السماح التي يلبسها ..

ببقي بعدك في الأسي

وتبقي انت الظالم القاسي النسي

وغصب عني ازيح ظنوني…وأقول عليك انت المسامح فوق شجوني 

أعيش زمان بالفرقة جارح

فوق شجوني…في احتمال بالي إنك، انت سايق فيني ظنك 

رغم عارف انو منك

حاج سعيد . لامس أحساسيس العاشقين متحدثا بإسمهم، نبضه فيه مسحة الإهتمام بخلجات الإنسان وسكونه و نشاطه وتفكيره لكن بصوت قوي وصادح ، أبدع في الوصف والتشيبة ، مع التشبس بالمواثيق مهما بلغت قساوة الألم ، لسان حاله يقول : لا مفر منك الا إليك ، ختم هذا العسل الخالص بمجموعة من الأسئلة التي يعرف إجابتها مسبقا ورسخت في قلبه إلا أنه ذكرها من قبل التأكيد عليها .

ياهوي الألم النعيم .. خليك في الوعد .. القديم

وخليني في الشجن الاليم .. وابقي في كل المداين 

سكني وسفري الجحيم

تبقي إيه الدنيا من بعدك تكون؟

وابقي إيه بعدك اكون؟

عملاقان التقيا الأول كتب شعرا معفما بكل جميل والثاني دندن بهذه العبارات صوتا جميلا وخرجت أغنيات خالدات سيظل بريقها لا ينطفي وخلودها لا يتلاشى و(ياهو دا الغنا ولا بلاش

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button