عام إنتهي .. لاروعة في المشهد !
تبقي شهر من أن تكتمل الحكومة التي إنفرد بها البرهان حكما عاما كاملا ولا جديد ، كل ماقاله في خطابه التاريخي لم ينفذ ، الخطاب الذي تسبب في سقوط مملكة الظلم والقهر و الإستبداد التي جثمت علي صدر هذه البلاد زهاء الثلاث سنوات والتي حدثت فيها إنجازات صفرية في كل المناحي ، خطاب البرهان الذي أسموه البعض بأنه إنقلاب و أسموه الآخرين بأنه تغيير ، لايهمنا إن سمي إنقلاب أو سمي تغيير المهم ماهي النتائج التي إستفادت منها البلاد والعباد ؟ ، عام كامل لا زلنا بمنعرج اللوي !! ، الحكومة التي تدير شأن البلاد علي رأسها مكلفين في المركز والولايات ، عام كامل لا زال يتخطفنا طير فولكر وتارة الثلاثية وتارة الرباعية وتارة أخري الترويكا ، سفراء يجذبون نشطاء الداخل ويحركونهم كما قصاصات الحديد الصغيرة علي الورقة والمغنطيس من تحتها !! صرنا في بلاد نسير ذات اليمين وذات الشمال وذات الخلف ونرجع إلي نفس المكان الذي كنا فيه أولا
الإجتماع الذي تم بين البرهان ودقلو والذي أفصح عنه المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع وتم توزيعه والذي يحمل تصريحات للثاني بخصوص ماتم الاتفاق عليه في شأن ترتيب الوضع السياسي القادم للفترة الانتقالية التي صارت ضيفا ثقيلا علي الشعب السوداني ، لعل هذا الإجتماع فيه الظاهر الذي خرج وفيه الباطن الذي لم يخرج لكن تم الإتفاق عليه ، ماتم الإتفاق عليه ليس فيه جديدا هو نفس ماقاله البرهان من قبل وظل يقوله ولا يخرج من عبارة الانسحاب من المشهد السياسي وترك أمر الحكم للمدنيين ، عبارة مللنا من سماعها
السؤال الذي يطرح نفسه من هم المدنيون؟ هل هم الحرية والتغير المزاحة وصاحبة اللاءات الثلاثة ؟ التي كل يوم تكيل السب واللعن علي من هم حكام وتتوعد القائد الأعلي لهم بالسجن؟ هل هم من أتوا عبر إتفاقية جوبا الذين لا نعرفهم !! هل هم سياسيون أم عساكر ؟، لا أعتقد أن العسكر مرة ثانية يدقسون ويسلمون زمام الحكم لهؤلاء ، مصطلح مدنيين فضفاض وحتي الآن في القاموس السياسي لهذه البلاد لم نصل إلي معناه الحقيقي ، فشلت كل النخب السياسية المدنية علي الإتفاق علي كلمة سواء لإكمال ماتبقي من الحكم الإنتقالي ولا أظنها تتفق أن كان هذا حالها
نحن للأسف الشديد نعتبر في مقدمة قائمة الدول التي قدمت نموذج فاشل لإدارة حكم إنتقالي مفردات الممارسة السياسية التي نعرفها مثل ، التكنوقراط الديمقراطية ، الإشتراكية، الفدرالية، الشوري إلخ ، إختفت تماما من القاموس السياسي السوداني ، الآن في السودان صارت المفردات السياسية غريبة الشكل والنطق والمنطق ! مثل ، قفل ، تتريس ، تفكيك ، بل ، حل ، صواميل، دوس ، يصرخون ، يولولون ويسكلون !، كل هذه المفردات المصطنعة بلا شك إضافة غير مفيدة لنسخة التحديث السياسي العالمي التي أتى بها لاعبو السياسة ، نحن ظلننا وللأسف بدلا من أن نقول المجد لله والوطن صرنا نقول المجد للساتك !
يجب أن نترك ترديد الكلام !! ويجب أن يكون تعيين الحكومة المدنية واقعا ويكون المعيار الأول والذي يبني عليه حجر زاوية الإختيار الكفاءة وعدم التحزب لرئيس الوزراء القادم والوزراء القادمين والولاة و أن نسقط أصحاب الجنسيات المزدوحة لأنه ما ضر هذه البلاد إلا المهجنين تجنسا ، نحتاج إلي قرارات حاسمة وقوية من قبل البرهان فهل يحدث أم نتظر عاما آخرا
إني من منصتي أنظر… حيث لا أسمع الآن إلا النقيض فيما قاله وردي : في حضرة جلالك لايطيب الجلوس.. ولسنا مهذبين أمامك…. ولا يطيب بيننا حتي الكلام ، في حضرة جلالك يكون الخصام ويكون الصراع ويكون الخلاف .