الراى السودانى
الملكة إليزابيث الثانية، هي إليزابيث الكسندرا ماري،
اسمها مأخوذ من والدتها وجدتها من أمها وجدتها من أبيها، وهي ابنة الملك جورج السادس (البرت دوق يورك)، ولدت في 21 أبريل 1926م، وتولت العرش في عام 1952م، وهي ملكة المملكة المتحدة البريطانية، حيث أنها ملكة لأربع عشرة دولة، منها كندا ونيوزيلندا وأستراليا، وهي رئيسة دول الكمنوليث وعددها ثلاثة وخمسون دولة، وهي رئيسة الكنيسة الانجليكانية منذ عام 1952م، وهي والدة لأربعة أبناء، ثلاثة ذكور وبنت أنثى، والأبناء تشارلز وادوارد واندرو من زوجها فيليب دوك ادنبره، وتعلمت الملكة تعليماً من المنزل عبر مربيتها، حيث درست التاريخ والأدب واللغة، وكانت من هواة الخيول والكلاب، وكانت ملكة دستورية دون سلطة تنفيذية، وهي تُعيِّن رئيس الوزراء وتحل الحكومة وتحل البرلمان وتدعو لانعقاده، وتعلن الحرب وتعلن الطوارئ بالتشاور مع رئيس الوزراء ومجلس العموم.
الملكة إليزابيث الثانية عاشت حوالى ستة وتسعين عاماً، قضت منها حوالى سبعين عاماً ملكة وطيلة السبعين عاماً، التي قضتها كانت محافظة جداً على هدوئها، بل كانت علاقتها مع أجهزة الدولة والأحزاب متزنة جداً ووفق الدستور وملتزمة به، ولم يشهد لها أي تدخلات أو ممارسات خارج سلطاتها الدستورية، وظلت متمسكة بمهامها وصلاحياتها المحددة قانوناً، وعاشت أغلب وقتها في أسكتلندا التي أحبتها وأحبها شعبها وماتت في قلعتها في أسكتلندا، وطافت الملكة في حياتها على كل مكونات المملكة المتحدة حتى عندما توفي والدها الملك جورج السادس كانت خارج لندن في مأمورية، حيث كان مريضاً وكانت ولية العهد وتقوم بسلطات الملك.
عرفت الملكة إليزابيث الثانية بالعقالة والاتزان والصبر وقوة الشخصية، ولا تظهر عليها مواقف انفعالية طيلة حياتها سراءً أو ضراءً، وواجهت كثيراً من الظروف بجلد وقوة شخصية سواء أكان ذلك في الحروب على بريطانيا أو استقلال بعض الدول وخروجها من التاج البريطاني أو علاقة بريطانيا ببقية دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا أو مع دول العالم الأخرى، وهي من مؤسسي الاتحاد الأوروبي، وكذلك السوق الأوروبية المشتركة، ولم يلحظ عليها أي موقف يخالف الأعراف والدستور البريطاني المكتوب أو الذي معروف بالممارسة، حتى قضية موت الأميرة ديانا أميرة ويلز وزوجة الأمير تشارلز أمير ويلز والملك الحالي، حيث اكتفت بخطاب حددت فيه رؤيتها دون أن تدخل في صخب وجدل الإعلام وقتها، ولم يظهر انفعال حتى عام الحزن المشئوم الذي صحب طلاق أبنائها لزوجاتهم ولا قتل خال زوجها فيليب ولا وفاة والدتها.
الملكة إليزابيث الثانية هي ملكة عظيمة ملكت وقدمت لبلادها الكثير المفيد، وحافظت على المملكة المتحدة طيلة فترة حكمها، وكانت محبوبة من رعاياها وشعبها، وكانت شخصية جذّابة، احترمت شعبها فاحترمها.