الكدايس ! في المطاعم المختلفة تعتبر من نوعية الفصائل الودودة ، ولها معرفة جيدة بما يطبخ في هذا المطعم من أطايب ، لا تأكل كل ما تعطيه لها مثل الرغيف بل تريد الطعام الذي هو طيب ومحبب بالنسبة لك كاللحم مثلا أي كان نوعه ، تنظر إليك بشكل يجعلك تنجذب نحوها إذا أطلت النظر إليها لكي تعطيها ماتريد وإن اغلظت عليها ونهرتها بكلمة (بس) تذهب عنك ، كديسة المطعم لا تبحث عن الفئران ولا تجري من خلفهم لأنها لاتحب أن تستبدل الذي هو ادني بالذي هو خير !
في بورتسودان هنالك نوع عجيب من (الكدايس) !! تلمس أسفل رجلك وأنت جالس في مطعم للفت نظرك إليها أولا ومن ثم تمد لك يدها تطلب أكلا ، (شحدة) تشبه حركة البشر ، هذه الحركة للذي لا يعرفها ولم يمر بها يستغرب وربما يخاف لذا سريعا يعطيها ماتريد من أكله ، كديسة المطعم تتمتع بذكاء خارق نادرا ما تصدر مواءا لكي لا تحدث إزعاجا يأتي إليها صاحب المطعم طاردا إياها
بعض الناس يعتقد أن كدايس مطاعم بورتسودان من فصائل الجن لذا يخاف ويحترمها ولا يؤذيها ويعطيها ماتريد وبعضهم ينهرها لأنه لايدري ذلك وعندما يعرف يغير رأيه ويحترمها ، المهم في الأمر هي حيوان أليف وورد اسمه في أحاديث للرسول صلي الله عليه وسلم واذا حبستها ولم تطعمها ولم تتركها حرة طليقة تاكل من خشاش الأرض سوف تدخل النار كما دخلت النار إمرأة في هرة حبستها حتي ماتت كما قال حبيبنا المعلم الأول صلوات الله عليهكدايس السوق العربي إختفت تماما من المطاعم هناك ولاتوجد إلا نادرا ولعل الأسباب الإقتصادية التي تأثر بها المواطن أثرت علي الكدايس أيضا ، معظم المطاعم اتحذت شكل وجبات( التيك اوي) معظم المرتادين يفضلون السندوتشات وبالذات الطلاب ولصغر حجم الرغيفة يقوم الشخص باكلها كلها ولا يجدع إلا الورقة التي يحمل عليها الساندوتش في السلة ! فماذا تأكل كديسة المطعم؟ هل تأكل الورقة الإجابة لا ،لذا حدثت هجرات جماعية من القطط إلي أماكن أخري من أجل الحياة الطيبة بدلا من الكفاف الذي تعيش فيه داخل مطاعم السوق العربي الذي صارت وجبة الفول أكثر مبيعا وهي لايحبها الكديس ! والسبب الثاني تخويف صاحب المطعم لها طردها كل حين كلما ظهرت
كديسة المطعم هنالك أوجه شبه بينها وبين الكدايس السياسية التي كثرت في هذه البلاد ، مثل السكن وحب المطاعم التي فيها مالذ وطاب من ومنصب وسلطة ، مد اليد للغريب بتودد وخنوع وذلة ، عدم العزة والكرامة لانها كل مرة تطرد وتولي دبرها وتاتي مرة أخري كما يحدث في دنيا السياسة الآن ، الكديسة عندما تضايقها تجري لكي تتخارج وربما تحدث خرابا أثناء هروبها وتستقر في موطن آخر و(تنسي الفات)…. كما حدث لبعض النشطاء الذين عندما خافوا هربوا
في بلادي ما أكثر الكدايس السياسية إذا حبستها قامت الدنيا الخارجية والداخلية ولاتقعد ، وإن اطعمتها لا تاكل أي أكل الا ما لذ وطاب ، وإن لم تعطيعها ماتريد ترفع أصواتها مواءا مزعجا بواسطة مكبرات الصوت والظهور المزعج علي شاشات الميديا ، وإن جلست هذه الكدايس في كرسي الحكم ليس لها إلا (العضعيض) والخربشة والخراب ، ( إني من منصتي أنظر….حيث لا أري أمامي الآن….. إلا قططا سياسة سمان قد اينعت وحان نهرها بكلمة… بِس… ومن ثم طردها ).