مقالات

ياسر الفادني يكتب …أراكَ عَصِي الباب شيمتك القفلُ !

أراكَ عَصِي الباب شيمتك القفلُ !

يبدو أن الدخول إلى القصر الجمهوري بالنسبة للمدنيين الآن …أصبح عصيا ، أصبح عصيا حتي للذين كل يوم يقودون المواكب للوصول إلى باحته والاعتصام هناك كالذي حدث قبل الخامس والعشرين من أكتوبر العام المنصرم والذي أدى إلي سقوط حمدوك وزمرته ، الآن (قنعوا من خيرا فيه) !! وإتخذوا شارع المطار طريقا جديدا للتعبير المخل ، القصر صار عصيا أيضا بسبب عدم التوافق بين القوي السياسية لإختيار شكل لحكم ماتبقي من الفترة الإنتقالية بعد أن ترك لهم البرهان الجمل بما حمل لكن حتي الآن لم يقربوا لهذا الوطن توافقا ولا بيضة ! نسمعهم هنا ونراهم هناك ولانري لهم فعلا

كيف لايكون باب القصر عصيا علي المدنيين الذين بعضهم إرتمي تماما لأمر الأجنبي الذي يدعم ويدير المشهد السياسي في الظلام ويبتسم للحاكمين صباحا ويظهر بأنه بريء لكنه ذئب خطير وثعلب مكار ، كل يوم يظهر ذلك من خلال تصرفات رئيس البعثة الأممية ، التهنئة التي أرسلها فولكر إلى مايسمي بنقابة الصحفيين التي كونت قبل يومين بأنها ممارسة ديمقراطية تدل علي تلك الصفة ، يبدو أنه الذي دعم وأنه الذي شارك في هذا التخطيط ومن ثم التنفيذ بقرون إستشعار من بُعد ممسكا بريموت اللعبة يحركها من علي البعد ، و بلا شك شوف يكون الممول الرئيسي لأنشطة هذا الجسم البروز في الفترة القادمة

رئيس البعثة الأممية عندما سئل من قبل عن لماذا لم تدخل المؤتمر الوطني ضمن آلية حوارك ؟ قال : هذا التنظيم محظور بموجب القانون ، أي أنه يحترم القانون السوداني ، إذن لماذا يدعم هذا الجسم الغريب والجهات الرسمية والتي تتبع للدولة و التي تنتظم عمل الصحافة أكدت علي عدم شرعية ذلك الجسم في بيان لها قبل التصويت ، أحلال علي بلابله الدوح أحرام علي الطير من كل جنس ؟

كيف لايكون باب القصر عصيا والمدنيون فشلوا تماما في حقبة حكمهم الأولي في العهد الإنتقالي ، كثرت المبادرات وكثرت الإعلانات الدستورية ، كل مبادرة أو إعلان دستوري يدعي صانعوه أنهم الأصح وإن هذا هو الأول فكرا وحلا لمعضلة هذه البلاد التي اعتقد ليس مشكلتها في مبادرة أو إعلان مشكلتها في بنيها الذين تفرقوا واتفقوا علي الإختلاف

لازال أمر حكم هذه البلاد معلقا ، ولا زال من؟ من المدنيين سوف يدخلون بوابة القصر الجمهوري ؟ لا يُعرف ولا هنالك خطوات تدل علي ترتيب ذلك الأمر ، نسمع جعجعة في الميديا ولا نري واقعا ، كل الذي يتم الآن هو عبارة عن تنبوءات وتتخيلات ليس إلا… هذا منشغل بفيديو قال إنه اصيب فيه بظلم …وهذا يجري نحو السلطة والمال وهذا يجري ليقبل ايدي الأجنبي ويظهر له فروض الولاء والطاعة ، وهذا يجري نحو الوهم وهذا يصنع مسرحية ليس لها نص راسخ وليس لها جمهور

الخلل الذي دخل في حقبة حمدوك كان كبير الحجم وألقى بظلاله السالبة علي جميع الأوضاع في هذه البلاد ، الخراب الذي حدث في هذه السنوات يحتاج إلى زمن طويل وصدق من قال ( الخراب ساهل لكن التعمير صعب ) !!

أمة متشظية متفرقة تلعن بعضها بعضا ولا تحترم الآخر وتقلل من شأن الآخرين لن تفلح في دخول بوابة القصر الجمهوري حكاما وإن دخلوا سوف يفشلون ، إن لم يتفقوا ولا اظنهم يتفقون يجب علي القوات المسلحة أن تتدخل وتفرض هيبة الدولة ويدخل القصر الجمهوري الذي يختاره الشعب عبر صناديق الاقتراع وإلا اخشي ما اخشاه أن يحدث في البلاد كما يحدث الآن في طرابلس ومايحدث الآن في الساحة الخضراء في العراق ربنا يكضب الشينة ، (إني من منصتي أنظر أمامي…حيث لا أري الآن إلا بوابة القصر الجمهوري جانبها المدني قد بني عليها العنكبوت ! ) .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى