التغيير في المؤسسات الحكومية هو مفتاح للنجاح والتطور، وهو من العوامل المهمة لاستمرار مؤسسات القطاع العام في الخدمة على كافة المستويات الإدارية والتشغيلية، خاصة بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة وتغيير نظام الإنقاذ، وهو أمرٌ حتميٌّ ولا مفر منه، عملية التغيير التي تمت بقبول استقالة مدير عام مدينة المعلم الطبية التابعة للجنة تسيير النقابة العامة لعمال التعليم العام الأستاذ أحمد ربيع وتعيين بديل له الأستاذ حسام حسن وهو جزء من الثورة ومن قبيلة المعلمين الذي عُرف بنضاله الكبير من أجل حقوق المعلمين، وقد عارضوا الإنقاذ بشراسة حتى السقوط، ولذلك يجب ان تؤخذ عملية التغيير كجزء من مسار التطوير والتحديث، يجب أن لا تُوخذ قبول الاستقالة كاستهداف شخصي واعتراض أو عرقلة تسليم المدير العام الجديد لمهامه يعني الفشل وضياع لمقدرات وقدرات المؤسسة.
مدينة المعلم الطبية كانت مثلها مثل مؤسسات القطاع العام التي تقدم خدمات طبية متميزة لمنسوبي الوزارة وقد أصابها “القحط” والإهمال، خاصةً في عهد المدير العام المستقيل أحمد ربيع القيادي بقوى الحرية والتغيير والمُوقِّع على الوثيقة الدستورية ممثلاً لها، وقد عبث ربيع بمدينة المعلم الطبية كما فعل الربيع العربي بالدول العربية من حروب أهلية ومناطقية وضياع لمؤسسات الحكم وضعف وهشاشة أمنية وتدهور اقتصادي، ودونكم ليبيا وتونس وسوريا واليمن، تشبث المسؤولين بمواقعهم يحول دون التداول على تولي المسؤولية وفتح المجال لطاقات جديدة واعدة، وكل من يتصوّر انه دائم أو صاحب مقدرات خارقة لم يجُد الزمان بمثله يكون واهماً، والتغيير والتبديل سنة من سنن الحياة فدوام الحال من المحال، وكل شيء في الوجود له عمرٌ افتراضيٌّ. ونقول للأستاذ احمد لو دامت لك لما آلت إليك، عدم تسليم المدير العام الجديد هذه معركة خاسرة وتفتح باب تساؤلات عدة عن مدى صحة المجازر التي اُرتكبت في عهدك بفصل كوادر طبية شابْة ومقتدرة ومؤهلة وتم منعهم بقرار من سيادتكم بعدم دخول المستشفى أو حتى معرفة أسباب الفصل، كذلك وضع أشخاص غير مناسبين في المكان غير المناسب، مثل تعيين شخص متحصل مديراً للعيادات، وتعيين شخص متحصل وهو في الأصل معين في الأمن والسلامة دون أدنى تقدير لمعايير التعيين الواردة في قانون الخدمة المدنية، وفوق هذا وذاك قد أُشيع أنك قمت برهن مدينة المعلم الطبية لبنك العمال بمبلغ ٥٠٠ مليون (مليار بالقديم) اذا صح ذلك نسأل عن أسباب الرهن وأين ذهب هذا المبلغ الكبير؟ وما هي أسباب مغادرة المراجع؟ وهل يا ترى الأسباب أعلاه هي سبب أساسي في الهروب من التسليم؟
اعتقد الهروب من التسليم ظاهرة لا تليق بمن يدعي أنه يريد أن يبني تجربة إنسانية على أنقاض تاريخ طويل من تراكمات محاباة ومحسوبيات وغمط الحقوق على حساب الكفاءة.
يروى أن رجلا كان يسعى بين الصفا والمروة راكباً فرساً وبين يديه الغلمان والجنود توسع له الطريق ضرباً للناس، فأثار بذلك غضب الناس وحملقوا في وجهه، فكان فارع الطول واسع العينين…
وبعد سنين رآه أحد الحجاج الذين زاملوه يتكفف الناس على جسر بغداد فقال له: ألست الذي كنت تحج في سنة كذا وبين يديك الغلمان والجنود يوسعون لك الطريق ضرباً؟
قال بلى
فقال: فما صيرك إلى ما ارى؟
قال: تكبّرت في مكان يتواضع فيه العظماء، فأذلني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،