موقع (المحرر) الاخباري بالامس نقل عن السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول (حميدتي) بحسب لقاء اذاعي للاذاعة السودانية اجرته معه من حاضرة ولاية غرب دارفور (الجنينة) متزامناً مع لقاءات السلام التى يرعاها الفريق (حميدتي) ببعض ولايات دارفور .
من متابعتي للخبر اعتقد لو ان (الخال) حصر حديثه عن ما تم انجازه فى مسعاه و شكر الادارات الاهلية وتعاونها وناشد الخارجين عن القانون بتحكيم صوت العقل لكان الحديث اوفق وذا معنى .
ولكن الافصاح عن المتسببين او من يوزع السلاح او من تم التحفظ عليهم وماهية الاجراءات والمعالجات التى تمت فهذا الكلام يجب ان لا يقال فى الاعلام وانما محله غرف الاجتماعات المغلقة (اللهم) الا إن تم التوافق وحانت لحظة توقيع تفاهمات الصلح فهذا اجراء لا بأس به عندها .
يبدو من صياغ الخبر ان (الخال) كان يتعامل مع كل سؤال كمادة منفصلة من الامتحان !
قول لى كيف؟
اقول ليك انا ….
مثلاً حكاية ان مشكلة (قبيلة التاما) كان السبب فيها فلان وان الحركة الفلانية و (سماها) هى التى كانت توزع تصاريح السلاح !!
(ما كان فى داعى لذكرها) وان كانت حقيقة
قول لى المفروض شنو ؟
المفروض يا صاحبي يشير اشارة من غير تسمية صريحة من نوع (ما بال اقوام ….) يفعلون كذا وكذا (ما خلاس الخال والاجهزة الامنية عارفين) فطوالى يقول لينا :
وقد تم اتخاذ الاجراءات القانونية والتعامل مع الموقف بما تقتضية الحالة الامنية !
(والسلام على طه الامام)
(طيب) الموقع نقل عن (الخال) ايضاً قوله ….
(عجزنا عن بسط هيبة الدولة وعليهم ان يتيحوا الفرصة للاخرين ان بيسطوها …)
او جمل بذات المعنى !
حقيقة لا اعلم هل كان السؤال موجهاً له كقائد للدعم السريع ام كنائب لرئيس مجلس السيادة ؟ لان الاجابة ستختلف فى كل حال فالسيد حميدتي يعلم جيداً ان المنظومة الامنية ليست الدعم السريع ولا الجيش وحدهما . وان هناك شغل من النوع (البطفوا ليهو النور) يتم داخل حلقة امنية ضيقة جداً قد لا يكون السيد حميدتي نفسه (ناقشا) لذا حكاية (فشلنا) هذه اعتقد انها لم تلامس الحقيقة وان كانت حقيقة فيجب ان تصدر من الناطقين الرسميين للجهات الامنية اومجلس السيادة ..
والا فالكل يعلم ان هناك حالة من الاستقرار واستتباب للامن وان هناك نجاحات شرطية مقدرة جداً جداً وان اختراقاً كبيراً
لجهاز المخابرات الوطني قد تم وان هناك عملاً مشرفاً للاستخبارات العسكرية شهدته منطقة (المقينيص) مؤخراً وان القوات المشتركة تؤدى دورها بكل تميز ونجاح كما حدث باقليم النيل الازرق مؤخراً .
فماذا يعني السيد حميدتي
(بهيبة الدولة) ؟
اللهم الا ان كان يتوقع للسودانيين ان يلتزموا بنظرية (الفصل والالفة) !
يا سيدي حتى الدول العظمى لا تخلو من المتفلتين والاصوات النشاز والاحداث المتفرقة وحمل السلاح خارج اطار القانون وارتكاب الجرائم هنا وهناك وهذه لا تحسب هكذا ولا يجب بث الاحباط عقب كل حادثة مؤسفة .
هذه يا سيدي لها معادلات امنية واقتصادية وفلسفية يعرفها المختصون بمكافحة الجريمة كعدد السكان وداعى ارتكاب الجريمة والفقر ومستوى البطالة ومستوى التعليم والخدمات والبنية التحتية فكل هذه العناصر وغيرها تستحضر ثم بعدها يحسب معدل نسبة الجرائم فى الدول . و لا تلقى هكذا بعددها الفردي او بموقعها الجغرافي
السيد (حميدتي) نقل عنه ايضاً قوله ان قواته تتكون من (١٠٢) قبيلة مما يفهم منه مقصد الرجل ان ذلك يكسبها صفة القومية ! اعتقد ما هكذا تورد الابل
ويجب على السيد (دقلو) ان لا (يركز) كثيراً على حكاية القبيلة والزج بها ضمن تركيبة قوات الدعم السريع فالكل يعلم كيف تكونت ومتى تكونت والظروف التى كانت يومها ومن اراد المزيد ففى موقع (اليوتيوب) متسع من التاريخ و الشرح.
صحيح هى قوات تأتمر بامر القائد العام للقوات المسلحة ولكن يلزمها التقنين والدمج التام والمسألة (برأيي) مسألة وقت ليس إلا . و اعتقد انها من الملفات المؤجلة فنياً .
(الخال) بدا متناقضاً بعض الشيء فى قوله انه (وزع) ١٢٠٠ سيارة للادارات الاهلية … ثم جاء فى صياغ الخبر فى جزئية اخرى ان مشكلة السودان تكمن فى الادارة الاهلية !
ولعل فى الامر ما ذكرناه سابقاً ان السيد (دقلو) بدا وكأنه يتعامل مع كل سؤال كامتحان منفصل ! ولم ينتبه بان النتيجة فى النهاية هى رقم واحد منسوباً لل (%) .
فاعتقد (ما كان فى داعى) لذكر هذه العطايا وهذا قد قد يفهمه البعض انه ضعف فى طرح المصالحات وعدم سبر اغوارها والغوص فى جذور المشكلة بغية حلها . لذا اختار الراعي سبيل (الدفع) كونه الاسهل ولكن (برأيي) لن يصمد طويلاً هذا الطريق .
كما يمكن لهذا العدد الكبير من السيارات ان يدعم فرضية ضعف هيبة الدولة طالما ان الموضوع اصبح (ترضيات) !
وقد يقولن قائل طالما اعطوا فلان سيارة مثلاً ولم يعطوننى فلن اضع السلاح اليس كذلك ؟
وكم تمنيت على السيد (دقلو) لو سلك سبيل الحق التاريخي فى الارض والمرعى والثروات الباطنة لحل تلك المنازعات واعطى الادارة الاهلية كامل الصلاحيات فى الجلوس مع بعضها البعض واكتفى هو كحكومة كمراقب وضامن .
لكان ذلك ادعى لثبات دعائم السلام فى دارفور …
ولتأتي العطايا لاحقاً كدعم (لوجستي) لزعماء الادارات الاهلية لتسهل مهامهم الادارية .
ومن الحكومة المركزية وليس من السيد (دقلو) كقائد لقوات الدعم السريع .
كذلك قوله نشرنا (١٦٠٠) عربة مسلحة لحماية المواطنين دون الاشارة لتبعية تلك القوة يجعلها ايضاً فى مصاف (بكاسي) الادارة الاهلية .
قبل ما أنسى :—
يحمد للسيد (دقلو) جهده لايقاف نزف الدم بدارفور ونتمنى لهذه الجهود النجاح .
ويظل ما نذكر به ان هذا الجهد لو لم يصاحبه (النفس الطويل) فقد يذهب ادراج الرياح فى اى لحظة .
وان (حكاية) الترضيات المالية لربما تولد الجشع والاستخفاف بالسلطة المركزية بالخرطوم .