بقلم : إبراهيم عربي
رغم أنني بعيد من دعوة صاحب المبادرة الوطنية إبن السودان القامة وفخر الهلال رجل الأعمال الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردنال ، ورغم عدم تقديم الدعوة لي أسوة بزملائي الآخرين، ولكنني أعجبت بالمبادرة الفلتة وأحسست أني قريبا جدا منها وليس بعيدا من صاحب المبادرة (كلنا أهل) ..!.
(كلنا أهل) بلا شك إنها نظرة وطنية متقدمة من الكاردنال وجدت طريقها إلي مجتمع أهل السودان بكل رضا وإستحسان بمختلف مشاربهم الفكرية والثقافية وتباين توجهاتهم السياسية وتعدد مكوناتهم الإجتماعية رجالا ونساء كبارا وصغارا ، توافق عليها الجميع بمجرد إعلانها قبل أن تنطلق واقعا بينهم (كلنا أهل) ..!
مبادرة (كلنا أهل) ليست الأولي للكاردنال ولن تكن الأخيرة وليست غريبة في حق رجل الأعمال أشرف الكاردنال ، وبلاشك نكن له نحن الكردافة كل التقدير علي مبادراته دعما سخيا لنفير نهضة شمال كردفان وقتها ، فجاءنا الرجل حاملا (المليارات) من الجنيهات نقدا داخل طائرته التي هبطت في مطار الأبيض وسط إستقبال كبير نظم لذات الغرض بقلعة شيكان وكانت مستشارته فاطمة الصادق زميلتنا بالحياة السياسية (رد الله غربتها)، كانت نجمة المناسبة متألقة بزيها الأبيض الذي يشبه قلبها نقاء وصفاء .
كان الكاردنال هلالا وسط الكردافة ، مثلما كان هارون مفجر النهضة وباعث أمل الكردافة (أطلق الله سراحه) ، فكانا بلا شك هلالان يتلألآن في سماء الأبيض (أبقبة فحل الديوم) وبالطبع هما مكملان لبعضهما بعضا ، فقد كان الحضور كبيرا جدا وعلي قدر المناسبة تماما ، فأمر هارون فورا بتكوين لجنة ووجه المبلغ في وقته لتشييد مستشفي الطوارئ والإصابات بالأبيض الذي أصبح صرحا شامخا لتوطين العلاج بحاضرة الولاية ولا زال لسان الجميع يلهث بالشكر والثناء لرجل البر والإحسان الدكتور أشرف الكاردنال ..!.
وليس ذلك فحسب ، بل لم يخزل الكاردنال جماهير الهلال عندما هتفت من داخل قلعة شيكان (يا أبو كسكتة شيل أبو ستة ..!) فدفع الرجل مبلغا كبيرا إستحقاقا للاعب ودعما لفريق هلال الأبيض (هلال النفير) وبل أعلن التوأمة بين الهلالين (هلال العاصمة وهلال الأبيض) وكان للفريقين الكبيرين صولات وجولات وقتها محلية وإقليمية جمعتنا معا و(كلنا أهل) .
وبل لم يكل الدكتور الكاردنال يده ولم يقصرها علي الرياضة والهلال فحسب ، بل إمتدت أياديه البيضاء لكافة ولايات السودان دعما للمشروعات المجتمعية والإقتصادية والتنموية والخدمية ، فقد كان الرجل سباقا لعمل الخير ينفق بسخاء حيثما كانت الحاجة بلا رياء وبلا سمعة يبتغي وجه الله ، وقد ظلت سيرة الرجل تمشي بين الناس فاعلا للخير مغيثا ومعينا للجميع ، يضع البسمة علي شفاه الأيتام والأرامل نصرة للضعفاء والمساكين وأصحاب الإحتيتجات الخاصة .
علي كل تنزلت مبادرة (كلنا أهل) بردا وسلاما لتطفئ لهيب الكراهية والعنصرية التي كادت أن تذهب بالبلاد بلا رجعة ، شاهدت صاحب المبادرة عبر شاشة البلد التي يملكها مخاطبا بداره بقاردن ستي الحضور الكبير المتنوع لأهل السودان بتعدد مكوناتهم الإجتماعية داعيا لإيقاف الإقتتال والإبتعاد عن التحريض والكراهية ضد البعض ونبذ العنصرية والجهوية والدعوة لإرساء قيم العفو والتسامح والتصالح بين الناس لأجل التعايش بسلام داخل الوطن تطبيقا لمبادرته (كلنا أهل) .
الشاهد أن الحضور تحدثوا بمختلف تمثيلاتهم من مكونات سياسية ومجتمعية وغيرها بمنتهي صراحة طرح المبادرة ، فكان إعتذار أردول في مكانه وعند الموعد ، وأكاد أجزم أن اللقاء بذاته تحول إلي ملتقي جامع لأهل السودان ليصب في ماعون الوحدة والمودة فاتفق الجميع علي أهمية نبذ خطاب الكراهية والعنصرية البغيضة والفرقة والشتات .
غير أن صاحب المبادرة لم يتوقف عند هذا الحد بل فاجأ الحضور بخطوة عملية نقلت الحدث لواقع الفعل مقترحا صندوق مخصصا للمصالحات ودفع الديات وإزالة الغبائن معلنا عن تبرعه ب(10) مليارات من الجنيهات ، وقال إنه يثق في الجميع لأن يتضاعف المبلغ وعلي الفور هب ناظر البطاحين محمد المنتصر طلحة معلنا عن تبرعه ب(10) مليارات مثلها وبل واعدا بالمزيد متي ما تطلب الأمر ، وبذلك يكون الدكتور الكاردنال قد وضع قاطرة المبادرة علي القضيب لينطلق للتحرك إلى الأمام وشكرا الكاردنال (كلنا أهل) ..!.
الرادار .. الأربعاء 22 يونيو 2022 .