من أعلى المنصة
ياسر الفادني
ودبدر يجرد لالوب التراضي الوطني!
من أكبر الأخطاء التي ظل يرتكبها فولكر والكورس الذي يقف خلفة ، أنه لبس نظارة لحام (الستلين) السوداء الداكنة في تعاطيه للأزمة السودانية ولم يلبس النظارة التي تري الأشياء بوضوح في أرض واقع المشهد السياسي، الشاهد علي ذلك أنه ينظر إلى كتلة الحرية والتغيير المركزي نظرة أنهم سياسيا بحجم الفيل وهم حجمهم الحقيقي بحجم النملة بل النملة أكبر ! ، فولكر أقصي أكبر قوة لها شعبية عريضة جدا هي الطرق الصوفية والادارة الأهلية وهذه غلطة لا تعتبر غلطة الشاطر !! بل هي غلطة الغبي !
الطرق الصوفية لا ينكر أحدا وزنها الإجتماعي والسياسي إلا وهو غارق في مستنقع الجهل وعدم الدراية ، الطرق الصوفية قدمت جهدها ورايها في المساهمة في حل الوضع السياسي المعقد الذي شاب هذه البلاد من ثلاث سنوات خلت ولازال نتيجة لتخبط حقبة سياسية حكمت هذه البلاد تعتبر أسوء حقبة مرت علي تاريخ البلاد ، قدم أزرق طيبة له الرحمة مبادرة في هذا الشأن وعدد من مشايخ الطرق الصوفية آخرها ما تم بالأمس من قبل خليفة البادراب وهي وثيقة التراضي الوطني والتي تم الإعلان عنها بالأمس في مؤتمر صحفي فخيم شهدته القاعة الدولية للمؤتمرات بشارع المطار
مبادرة التراضي الوطني التي أتت من الشيخ الطيب الجد خليفة سجادة البادراب شملت ١٢ محورا مهما لعلاج أزمة هذه البلاد السياسية أولها إلغاء الوثيقة الدستورية التي فشلت في إدارة حكم البلاد لأن الذين كتبوها واخرجوها هم فاشلون وأولهم ( ودلباد) وجاء فيها أن يبقي المجلس السيادي علي ماعليه و تحدد فترة الانتقال الي ١٨ شهرا ، والعودة الي النظام الرئاسي ونبذ خطاب الكراهية ورفض التدخل الأجنبي ، أعتقد أن ماجاء فيها يمثل خارطة طريق للتوافق الوطني وتكوين حكومة كفاءات
حضر إعلان المبادرة عدد من القيادات السياسية ورموز من الإدارة الأهلية وبعض رجال الدين ومجموعة من الإعلاميين والصحفيين ، رئيس مجلس الإدارة الأهلية بولاية الخرطوم ندد بإقصاء الطرق الصوفية من حوار فولكر ووعد بأنهم سوف يدافعون عن وضعهم الكبير بالضغط السلمي ، التيار الإسلامي العريض كان له الحضور البارز في هذا الإعلان منهم بحر ابو قردة ود..الجزولي الذي أرسل رسائل قوية لتصحيح مسار الحوار مخاطبا الحكومة الإنتقالية وليس فولكر الذي يعتبره مسهلا لعملية الحوار فقط لا فارضا واقعا علي السودانيين يريده ، أعتقد ماقاله د.الحزولي يجب علي الحاكمين الإستماع له بأذن صاغية وقلب واعي ويد تفعل ماذكر
هنالك عدد من المبادرات التي قدمت للمجلس السيادي حقيقة إطلعت علي معظمها، كل هذه المبادرات لا تختلف في الجوهر لكنها تختلف في أشياء صغيرة يمكن تجاوزها ولاتؤثر في محتوي المبادرات ، مثلا بعض المبادرات حددت عمر الفترة الإنتقالية بسنتين ومنها حددتها بسنتين ونصف ومنها من حددتها بسنة ومنها من حددتها بثمانية عشر شهرا
علي المجلس السيادي أن يجمع كل هذه المبادرات ويضعها في قالب واحد وتكون بمثابة الكتاب الذي يحمله لمنضدة الآلية الثلاثية ويدافع عنه لأنه هو عصف سوداني خالص بل يمكن أن يرجح بالكفة ويجبر الآلية علي السير في هذا الخط إذا عزم
إن لم تصطحب الآلية الثلاثية كل الجهات بما فيها الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ولم تقصي أحدا ، أكرر لا تقصي أحدا ، سوف لا ينجح الحوار ويكون كالذي ينفخ بصوت عالي في ( القربة المقدودة) أو يكون بمثابة (بندق في بحر ) !.