نظم إعلام النظام، حملة إسفيرية مرتبة ضد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة والقائد العام الفريق محمد حمدان دقلو، لأسباب وأجندات مختلفة، منها السياسية والجهوية والتنافسية، واتّخذت من حديثه حول فشل الإسلاميين في توفير الخدمات على مدى ثلاثين عاماً، وعجزوا حتى من توفير خدمات المياه لولاية الخرطوم التي تقع بين النيلين، وهي حقائق يعلمها القاصي والداني، وخاصّةً الدولة كانت في عهدهم حَصلت على مبالغ ضَخمة من البترول وفيها نوعٌ، من الاستقرار إبان توقيع اتفاق السَّلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل الانفصال، والكوز معروفٌ يقدم مصلحة التنظيم والمكاسب الشخصية على الوطن والمواطن، ويتوهّم أنّه خليفة الله في الأرض، وهو كادرٌ أمنيٌّ مغيبٌ في كثير من الأشياء، وتربيته تربية عسكرية تقوم على العنف والإقصاء، ولغتهم دائماً “درشناهم، كمومجناهم، وهو ملكي يقول ليك زي ما الجيش قال”، وهكذا لغتهم وسلوكهم.
وحديث الناشطين إسفيرياً من الفلول الآن يعتقدون أنّ حميدتي المنحاز إلى الشعب وتطلُّعاته يقف ضد طُموحاتهم وعودتهم إلى السُّلطة، وهم ينسون أن مَعركتهم مع الشّعب السُّوداني والشارع الذي لفظهم، ويَعلمون أنّهم تنظيم مكروه جداً لدى جماهير شعبنا الأوفياء الذي يفهمهم جيداً من لحن القول والعمل، وحتى إن تعامل معهم حميدتي، الشارع كفيلٌ بإسقاطهم مجدداً، والثورة مازالت متقدة والمعركة مع الفلول، قبل أن تكون مع المجلس العسكري، ومن الأخطاء التي يرتكبها المجلس السيادي الآن هي التراجع التدريجي عن قرار حظر المؤتمر الوطني، فهو الآن حزب محظور بالقانون، ولكنه يحتشد ويقيم الاحتفالات والموائد ولم يُحاسب قادته، ولذلك طبيعي أن ينظموا الحملات ضد قادة القوات النظامية ويُروِّجون الشائعات وإذكاء نار الفتنة بين المكونات الاجتماعية، ومحاولة تثبيت وجود خلاف بين الدعم السريع والجيش، وهُم أكثر من يعلمون أن النائب الأول مدير مكتبه لواء من القوات المسلحة من أبناء الجزيرة والمدير التنفيذي عقيد في القوات المسلحة من أبناء ولاية نهر النيل ومدير العلاقات العامة والمراسم من جهاز الأمن، وكل قادة الأفرع والوحدات من الجيش، وبالتالي الدعم السريع جزءٌ من الجيش والقائد الأعلى الرئيس البرهان، فحملة الكيزان فاشلة ومهزومة، والانقلاب ولا الكيزان.
وكما أُطلق سراح غندور وإخوانه، نُطالب بإطلاق سراح منسوبي قِوى الحرية والتغيير حتى لا ينفرد الفلول بالساحة السياسية وتضليل الرأي العام بالحشود المصنوعة التي برعوا فيها على مدى ثلاثين عاماً ولم تمنعهم من السقوط، فماذا يعني تجميع بضع آلاف في حشد أقل من طلعات ثوار بري أو لفة سبعة، ونسبةً للظروف الاقتصادية الفطور المفتوح أي زول على الشارع يُشارك معهم الوجبة، يعني قول ربع العدد فقط، فالشعب لا يعير تحرُّك الفلول أيِّ اهتمام، حزب لا مكانة له في قلوب الشعب، وكلما ابتعد البرهان وحميدتي من الكيزان كلّما تقرّبا للشعب، والشعب السوداني ارتاح ثلاث سنوات من عويل الكيزان، وشاشة التلفزيون القومي أصبحت نبض الشعب والفرحة فرحتين، فرحة سقوطهم وحظرهم وبلِّهم بلجنة إزالة التمكين التي قصّرت في دورها تجاه مُحاسبتهم، ونأمل أن تتكوّن مفوضية الفساد لمُحاسبتهم مجدداً.
ان حميدتي الذي تدافع عنه ليس كوزاً فحسب… وإنما هو صناعة كيزانية بحتة..ولو لا الكيزان لما وصل لرتبة وكيل عريف ولظل في متاهات دارفور لا يعرفه ولا يأبه به احد…ولولا الكيزان لما استطاع ان يحصل على جبل عامر ويستأثر به لنفسه وذويه ويكون لنفسه امبراطورية ومالية منه…علماً بأن هذا الجبل ملكاً لكل السودانيين..
تقول ان حميدتي انحاز للمواطن…فإن كان صحيحاً فدعه يرفع معاناة هذا الشعب من مال جبل عامر الذي اكتنزه في الامارات وفي روسيا..فإن فعل ذلك فسنصدق بإنحيازه للمواطن…وإلا…فلا….