من أعلى المنصة
ياسر الفادني
إبليس اللعين إنْدَقَ في عَنْقَرْتو !
في لوحة مجتمعية فريدة وبحضور رموز مجتمع قبلي راقي وعلماء أجلاء وقيادات شعبية ظاهرة بولاية الجزيرة وحضور مميز للشاعر القومي (ودالهليف) الذي عطر جو هذه الجلسة شعرا جسد فيه السماحة والاصالة وصفات السودانيين السمحة ، حضرت فعالية فيها القيم السمحة وفيها الخصال السودانية الراقية التي نفتخر بها هذه الخصال التي لم تنتهي ولا تنتهي أبدا ، حضرت عقد صلح بين قبيلة السراجاب وقبيلة العركيين ، رأيت علي أرض الواقع في هذا الصلح السماحة والعفو والكرم الأصيل وتجسدث فيه قيمة عظيمة وسامية وهي من عفا وأصلح فأجره علي الله انداحت في أرض الخير الواعد ولاية الجزيرة وفي حاضرتها مدينة ودمدني ورايت حقا عبارة (ابتسم أنت في ودمدني) واقعا واحسست بها أولا أنا ولمستها علي الوجوه السمراء من القبيلتين والحضور الوجوه العربية ذات الجباه العالية والقلوب الصافية التقية حتي العميد شرطة الجمري رأيت البشر والسرور في وجهه الطيب
دخل الشيطان ذات يوم بين شابين أحدهما من قبيلة السراجاب والآخر من قبيلة العركيين وكانت النتيجة قتل أحدهما وتوفي إلي رحمة مولاه ولعل هذه قسمته وهذا قدر قد كتبه الله عليه بلاشك ، دخل الآخر السجن مدانا تحت المادة ١٣٠ القتل العمد وحكم عليه بالإعدام وظل مكوثا في سجن ودمدني قرابة السبع سنوات في إنتظار تنفيذ الحكم
الشيطان الذي دخل بينهما أول من استعاذت بالله منه ورجتمه وقتلته هي والدة المرحوم التي قالت وبملء فيها أنها عفت عمن قتل إبنها لله رب العالمين لا تريد من هذا العفو شيئا حتي الدية رفضتها تماما في موقف يجسد عظمة الام السودانية وعظمة السماحة وعظمة العفو عمن ظلم وهي قوية وهذه قيمة لا تفعلها إلا صاحبة القلب الطيب العابدة الذاكرة لله التقية ، ما فعلته هذه الام يجب أن تكرم كاعظم أم في السودان ، ويجب أن تمنح جميع اوسمة القيم السمحة والخصال الطيبة و العزة التي لم تنتهي في المجتمع السوداني الأصيل
جلست مع إبن عم المرحوم وتجاذبت معه أطراف الحديث ولعله في البداية لم يعرفني لكنه عرفني لاحقا ، قال لي : إن هذا العفو هو قرار اتخذته الأسرة لا نريد فيه مقابل علي الإطلاق إلا أجر العفو من الله رب العالمين وتاسيا بالذي نعشقه ونحبه ونملاه صلاة اناء الليل وأطراف النهار سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وتاسيا به في سماحته وعفوه التي قراناه في سيرته العطرة
ماحدث في الجزيرة وما قامت به لجنة المساعي الحميدة بهذه الولاية والتي ليس فيها أي مسحة حزبية ولا مكسب سياسي بل هي من رموز مجتمع وقيادات قبائل وعلماء واستاذة جامعات ورجال أعمال يجب أن يصلت عليها الضوء الإعلامي الساطع لما يقومون به من عمل فيه القيمة المرجوة وفيه نكران الذات وفيه صفات الدين الحنيف وفيه قيمة العفو عمن ظلم فلهم جميعا مني الشكر والتقدير لدعوتهم لي بحضور هذه الفعالية المجتمعية الراقية …. و (علي بالطلاق ديل أهلي ) !.