مقالات

إسحق أحمد فضل يكتب..أفلح إن صدق (١)

و حوار إماراتي سوداني قبل يومين ….
و ما حدث في الحوار هناك .. ( و هنا قبل السفر) إن كان من يرسمه هو البرهان فهو .. قائد ..
و إن كان من يرسمه هو مفضل مدير المخابرات فهو عبقري مخابرات
و إن الرسم من أصابع علي الصادق ( الخارجية) فهو مقامر (القمار) مرعب ..
و إن كان هو جبريل ( المالية) فهو اليهودي الذي يضع الجردل
(اليهود و لأنه محرم عليهم حلب البقرة يوم السبت .. و عليهم حلبها على الأرض فإن اليهودي يضع الجردل تحت أثداء البقرة … ليأتي آخر و يحلبها بإعتبار أن الأول لم يحلب البقرة و أن من حلب إنما كان يقصد حلبها على الأرض و أنه ليس مذنباً إن كان هناك جردل ..)
……….
و وفد السودان للإمارات كان يتناول كل الأحداث في الشهور الأخيرة و ينسج منها قميصه
و من الأحداث التي يستخدمها الوفد في النسيج كان هناك سعر الدولار الذي يصبح کارثة و كان هناك سد النهضة الذي يبدأ العمل الأسبوع الأسبق … و .. و … و حتى حرب أوكرانيا الشهر الماضي ..
×× حتى العجز المخيف الذي يبديه البرهان الشهور الأخيرة كان شيئاً تستخدمه خطة المحادثات ( و العجز البرهاني كان حقيقياً … لكن البنسلين كان يُستخرج من الجرح المتقيحة )
الوفد يستخدم العجز هذا غطاءً لما يجري إعداده
…….
و مكتب البرهان يتلقى دعوة الإمارات …
و مكتب مفضل مدير المخابرات يتلقی التقارير عن أن قحت طلبت من المخابرات دعوة البرهان .. الضعيف جداً حتى تجعله يوافق على إقامة حكومة
لأربع سنوات ..
و فيها كل الجهات ..
و المهم هو أن تكون قحت فيها حتى إذا تمكنت أصبحت هي … ديك العدة
و الإمارات و حتى لا تبدو و كأنها تمثل رغبات قحت الإمارات تعرض مقترحاً
بحكومة من كل الجهات
و لأربع سنوات
و المفاوض هناك يدس المطلب الأول ببراعة في جوف الحديث و يطلب إطلاق سراح المعتقلين
و حتى لا يبدو الإقتراح و كأنه يمثل قحت فهو يطلب إطلاق سراح ( کل ) المعتقلين …
و لأن كلمة (كل) تعني الإسلاميين و لأن الإمارات لا تطيق هذا فإن الإقتراح الإماراتي يقترح : ۔
السماح بالطرق الصوفية و الجماعات الإسلامية/ و تعريف كلمة جماعات هنا يحتمل و يحتمل/ … بالعمل
و الوفد الإماراتي في المحادثات يأتي بعشرة عشرين موضوعاً مختلفاً و يفاجأ بأن الجانب السوداني لا يفاجأ …
و ما لا يعرف أحد هو أن مجموعة الأربعة هذه جبريل و البرهان و مفضل و الصادق و آخرين ظلَّوا يجتمعون تحت الليلات و يفترضون كل ما يمكن أن تأتي به المحادثات و يعدون الإجابات ..
و هكذا كانت الملفات تحمل حديث الفشقة …. و حديث المال … و حديث روسيا و التعامل معها … و حديث الميناء .. و حديث سد النهضة .. و حديث الفترة الإنتقالية … و حديث المحاكم و المعتقلين .. و ..
و إلى درجة تقاسم الإجابات …. و من … يجيب على .. ماذا
و في الجلسات بعض الأداء كان هو
عند طلب إطلاق سراح المعتقلين من قحت … بدعوى التمهيد للمصالحة البرهان يميل إلى الخلف و مدير الأمن يزحف بمقعده إلى الأمام ليقول

  • المعتقلون هولاء لم يكن إعتقالهم بتهم سياسية …. بل تهم جنائية مالية و الرجل الذي يعلم أنهم سوف يعتبرون حديثه إجابة دبلوماسي سخيفة
    يرفع حقيبة من تحت أقدامه ليقول
  • هذه هي الملفات …. أذكروا لي إسماً من المعتقلين لأذكر أنا تهمته الجنائية …
    و الحديث …. حديث الإصلاح و المصالحة و الخطوة الجديدة المطلوبة الحديث يذهب إلى … السودان …. روسيا …. إثيوبيا … اليمن .
    و البرهان يقول بنغمة محسوبة
  • تعلمون أيها السادة إن العالم اليوم يدخل مرحلة جديدة … و أن أسلوب المحاور ينتهي
    و الإجابات التي تصل حد الاجابة بالملفات تكشف أن الوفد السوداني جاء بعد مذاكرة طويلة
    و عن روسيا و الإتفاقيات الصادق ينحني إلى الأمام ليقول إن
    : – كل إتفاقيات السلاح والقمح مع روسيا تمت في عهد البشير و تعلمون أنتم أن الإتفاقيات الدولية لا يمكن نقضها بكلمة في ساعة غضب ..
    و جملة الإتفاقيات الدولية تفتح باباً جديداً
    الباب الذي يصبح شاهداً على جدية و مقدرة كل طرف
    و البرهان يقول
    نحن نشكر الإمارات على الإسهام في حل مشاكل السودان و نحن نطلب أن تجعلوا إثيوبيا تعترف بإتفاقية ۱۹۰۲ التي تلزم كل طرف بعدم التصرف في النيل منفرداً ..
    و الحديث عن إثيوبيا يقود إلى الحديث عن الفشقة … و كلمة الفشقة تعصر إصبع الإمارات هناك
    و مثل حسم الملف الروسي البرهان يقول إن الفشقة ليست للإيجار و إن الجانب الإثيوبي عليه إبعاد قواته سبعين ميلاً
    …….
    و الجانب الإماراتي و كأنه يُذكِّر الجانب السوداني بشيء يقود إلى الحديث عن التمويل
    و الجانب الإماراتي يُقدِّم مبلغاً هائلاً و يعد بالتنفيذ بعد شهرين
    و البرهان و الوفد كلهم يشعر في الحال إن كلمة … شهرين … جاءت غير محسوبة و جبريل يميل إلى الأمام ليقول إن السودان لقي ما يكفي من الوعود التي لا يجد في صحرائها ماء .. و يطلب / للجدية / إرسال مبلغ يجعل بنك السودان يصدر به نشرته
    و الخارجية و كأنها تمسح ظهر النحاس للضرب تُذكِّر أن قطر مشكورة قامت بكل ما تعهَّدت به في دارفور ..
    و الحديث يمتد
    و ما ينتهي إليه الحديث إفتراضاً هو
    أربع سنوات فترة للهدوء
    و تحت حكومة فيها كل الجهات
    و لا معتقل سياسي واحد
    و قضاء مستقل
    و جذور جديدة للإقتصاد
    و ….
    يبقى أنه دون قانون عنيف جداً هنا فإن شيئاً من هذا لن يتحقَّق ..
    يبقي ما أشار إليه صديق لنا يقرأ المقال ثم يقول
    : – هه … قلت إن جبريل مثل اليهود ؟
    و نقول : – حسبنا الله …. قلنا إن البعض يتحايل على ما يريد مثلما يتحايل بعض اليهود في حكاية البقرة و الحلب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

أحمد عوض الله

مراسل ميداني يتابع الأخبار العاجلة والتغطيات المباشرة من داخل السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى