نبض للوطن
(1)
اليوم أو غداً ربما سيختار السيد البرهان وأركان حربه في المجموعة التي تتحكم حالياً في مفاصل الدولة رئيس وزراء بديلاً للدكتور عبدالله حمدوك الذي طُويت صفحته تماماً على ما يبدو… اليوم أو غداً ربما يسمي السيد البرهان رئيس الوزراء الجديد إن كان البروفيسور هنود، أو د. التجاني السيسي، أو المهندس عبد الله مسار، أو السيد التوم هجو، لا فرق، المهم أن من سيتم اختياره يجب أن يكون مُدركاً أن شريكه الأقوى الذي اختاره وأتى به هو صاحب الفضل في الاختيار، وهو من يملك قرار إقالته متى شاء… وأن يدرك جيداً أن هذه شراكة مختلفة تماماً عن سابقتها…
(2)
رئيس الوزراء القادم الذي سيتم اختياره خلال اليومين المقبلين يجب أن يكون راسخاً في ذهنه أن الحكومة القادمة هي حكومة “شركاء” أيضاً، لكنه بالضرورة أن شركاء اليوم ليسوا هم شركاء الأمس، وأن الشراكة الجديدة تختلف في كل شيء، فشريك اليوم يمتلك قرار فض الشراكة متى ما رأى في ذلك خير الأمة ومصلحة البلاد وتصحيحاً لمسار الثورة، وسيكون له الحق في أن يعطل ما تبقى من مواد الوثيقة الدستورية طالما أنه الشريك الوحيد الذي يمتلك حق تقدير الأمور ويحتكر الصواب وتقويم الاعوجاج…
(3)
يجب أن يدرك رئيس الوزراء الجديد أن الشركاء العسكريين لهم الحق في عزله والقدرة على ذلك متى ما رأوا في ذلك وقفاً للانزلاق الأمني والمهاترات والانحراف نحو الهاوية والفتنة الجهوية والعنصرية، فهذه أمور لا يقدِّرها إلا الشريك الذي يجمع في يده عوامل القوة ويتحكم في الشفرة، ولهذا يجب أن يكون رئيس الوزراء الجديد مهادناً ومطيعاً وغير مثير للجدل ويسمع الكلام، وأكثر قدرة على استخلاص العِبَر والدروس ليتعظ مما حدث لحمدوك وحاضنته وفصائله…
(4)
المجلس السيادي تم تكوينه من خمسة عسكريين وتسعة مدنيين، لكن المدنيين التسعة رغم كثرتهم يجب أن يؤدوا فرائض الولاء والطاعة وأن يُسلموا بأن الذي فعلها مع السابقين بإمكانه أن يكرر معهم ذات السيناريو، يحل مجلسهم لذات الأسباب ويودعهم السجون ويفتح في مواجهة بعضهم تحقيقات وبلاغات وحاجة زي كدى، ولهذا يجب أن يعملوا ألف حساب للشريك (الألفا) الذي يكتب أسماء المهرجلين ويحتفظ بها ليوم كريهةٍ وسداد ثغر.. أليس هذا مشهد الشراكة الجديدة ومعطياتها…
(5)
مجلس الوزراء الجديد كلما لعبت خمرة السلطة برأسه وأخذته نشوة الحكم يجب أن يتذكر دائماً ما حدث لـ(خالد سلك) وصحبه وما فعله به الشريك (الألفا) الذي هو بمثابة رئيس جمهورية وليس شريكاً عادياً… ألم أقل لكم أنها شراكة مختلفة عن سابقتها… شراكة ليس فيها ندية وتطاول بل أدب ورعي بـ (القيد)… شراكة ليس فيها تشاكس ولا جدال بل طاعة وإلا فإن سيناريو ليلة الخامس والعشرين جاهز وعلى استعداد أن يعيد نفسه من أجل المحافظة على الأمن القومي وتصحيح المسار ومنع الانزلاق.. … اللهم هذا قسمي فيما أملك..
(6)
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.