مقالات

هاجر سليمان تكتب: مرحلة الخطر

وجه النهار

(١)

الآن الخطر يحيط بالبلاد من كل الجوانب، سواء كانت الجوانب السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او حتى الامنية.

وعلى الصعيد السياسي فإن التأخير والتلكؤ فى تشكيل الحكومة واتساع رقعة الوساطات والتدخلات الدولية والاقليمية يقود الى منعطف خطير يتسبب فى الهاء الدولة بالجوانب التافهة المتعلقة بارضاء الاطراف الرافضة واهمال الجوانب الضرورية، لاسيما ان امر ترك دولة بلا حكومة لاسابيع يجعلها عرضة للاختراق والثغرات السياسية والامنية، وسيطيل امد التظاهرات واحتجاجات الشارع وخروج المئات والتذرع بعدم تشكيل حكومة تحسم الجدل القائم، وسيجعل الشارع ينقلب على الدولة وتحديداً للعسكر لعدة اسباب سنجملها فى هذا المقال وفقراته القادمة.

(٢)

الدولة الآن فى مرحلة خطر اجتماعى وامنى، والآن هذه الفترة تشهد انتشاراً غير مسبوق لظواهر المخدرات والتفكك الاسرى وانعدام الحكومة، وعدم تقديم المعينات اللازمة للجهات ذات الصلة سيجعل البلاد عرضة لخطر الاختراق من قبل مافيا المخدرات الدولية التى باتت تستخدم السياسيين فى الدول لتمرير اجنداتها، وما لا يعرفه الكثيرون ان مافيا المخدرات تتحكم فى العديد من الدول وتستغل عدم الاستقرار السياسي فيها لتمرير اجندتها، واخشى ان تكون هنالك تدخلات من قبل مافيا مخدرات اقليمية لها صلة بقيادات دول تسعى للتدخل من باب الوساطات وتقريب وجهات النظر، واخشى ان اقول ان ما يعضد حديثي هذا هو ضبط عدد من الاجانب بالخرطوم خلال اليومين الماضيين وهم يروجون لاخطر انواع المخدرات، ويمارسون نشاطهم متقمصين ادوار الشخصيات المتزنة ورجالات الاعمال.

(٣)

الدولة الآن تعاني من الخطر الاقتصادى، فالآن هنالك ارتفاع فى اسعار العملات وعودة أزمة الخبز وظاهرة المخابز التجارية وانحسار الخبز المدعوم وارتفاع الاسعار مجدداً، مما يشير الى ان البلاد الآن تسير نحو مرحلة الخطر الاقتصادى كأحد التداعيات السياسية لتأخير تشكيل الحكومة المدنية الانتقالية. ان التذبذب وتعثر المفاوضات تارة وتقدمها تارة اخرى تقف خلفه منظمة دولية هى المستفيد الأكبر من حالة عدم الاستقرار التى تشهدها البلاد الآن، واعتقد بما لا يدع مجالاً للشك ان تلك المنظمة حققت مكاسبها، وتسعى الآن لتحقيق مكاسب اخرى من خلال استغلال فترة الفراغ الذى تعانى منه البلاد الآن، ونخشى الانجرار وراء حالة من الفوضى الخلاقة، ونأمل الا تستمر هذه الاوضاع على حالها.

(٤)

والآن اكثر ما يهدد البلاد مغبة استمرار الاحتجاجات فى ظل هذه الظروف التى تنعدم فيها الحكومة المسؤولة عن تأمين الاحتياجات الاساسية وتوفير الاحتياجات اللازمة لمعيشة المواطن، بجانب عمليات التأمين التى يصعب توفيرها فى ظل الاضطرابات التى تعاني منها البلاد.

(٥)

والمخرج الآن يتمثل فى تشكيل الحكومة واعادة صلاحيات جهاز المخابرات والغاء التعديلات التى اجريت أخيراً على القوانين والتشريعات، والاسراع في تقديم المعتقلين المتورطين في قضايا جنائية او مالية للمحاكمات، واطلاق سراح المعتقلين تعسفياً، واعادة المفصولين ظلماً وانتقاماً لوظائفهم، وانهاء التمكين الذى كرست له الاحزاب.

والآن الملعب مازال امام البرهان ليقرر وهو يسير على صراط مسرح السيرك السياسي، فإما التقدم وهو حامل عصا الانتصار او السقوط ارضاً بطريقة تجعله حبيساً لمشافي السجون، فعليه ان يقرر سريعاً قبل فوات الأوان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى