في إستجابة سريعة و فورية لمقالنا السابق بعنوان ( جمعة الدموع) والذي تحدثت فيه عن الأطفال الأيتام ابناء شهداء جهاز المخابرات العامة ، و ناشدت فيه بضرورة الإعتناء بهم وكفالتهم .وفوراً استجابت منظمة الكفاءات للدراسات و التنمية البشرية عبر رئيس مجلس إدارتها الاستاذ عارف الركابي و تكفلت المنظمة برعاية ابناء الشهيد جار المولى بمبلغ 75,000 شهرياً و لابناء الشهيد الشامي مبلغ 75,000 ولابناء آدم في منطقة الحواتة مبلغ 30,000 شهرياً تفاوت المبالغ بين أسرة شهيد و آخر يعود لعدد الاطفال عند كل شهيد ، تكفلت المنظمة أيضاً بتكاليف الدراسة و رسوم المدارس والزي المدرسي و الحقيبة والادوات و تكفلت بالعلاج و هدايا الاعياد من ملابس و حلوى و خراف الاضحية ، كما أعلنت المنظمة عملها على توفير وسيلة كسب ثابتة تعين هذه الأسر على مجابهة ظروف الحياة .كل ما ذكرته لكم لم يكن عبر مكالمة هاتفية أو رسالة في البريد و إنما عبر زيارة قمت بها مع الأستاذ عارف الركابي لأسرة الشهيد الشامي يوم السبت الماضي و كان في معيتنا مقدم ركن ابراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة و الاستاذ محمد طاهر من إعلام جهاز المخابرات العامة و عدد من الإعلاميين . زيارتي كانت لمنزل الشهيد الشامي في منطقة الحاج يوسف ، محطة تسمى الحركة الشعبية في الشارع و أمام المنزل وجدت أطفاله يلعبون ثلاثة بنات سلمى ٩ سنوات و سمر ٦سنوات و سحر ٣ سنوات و الصغير عمر ٨ شهور .في داخل المنزل البسيط المتواضع جلست زوجته تتوهط فراش الحزن تلتحف ثوبها الأبيض يكسوها حزن عميق و طفلها الرضيع يبكي مطالباً بحقه في حليبها وهو لا يدري أنها تتجرع العبرات و الاسى و هي ترضعه . والدة أرملة الشامي اجتهدت في محاولة توضيب لحاف جلست فيه إلى جانب الارملة و أسرعت تبحث عن كؤوس متشابهة لتسكب لنا ماءً تم حفظه بعناية في حافظة ماء ، ثم بحثت عن منضدة لتضع لي الماء عليها .هالني للحظات اهتمام و اجتهاد الاسرة للاحتفاء بنا رغم حزنهم ، و ضيق ذات اليد و منزل تشعر لوهلة أن عاصفة ترابية و ( مطرة واحدة) كافية لمحوه من خريطة الحي .أي رجال أولئك الذين يخرجون لمقابلة الموت و حماية ظهورنا والدفاع عنا في حين أن ظهورهم مكشوفة . أطفال قصر و رُضع فقر مدقع منازل مؤجرة وآيلة للسقوط ، أرامل صغيرات أمامهن أكثر من عشر عيون تسأل وين بابا و خمس افواه تريد وجبة طعام ولا تعلم أن الذي يحمل الطعام لن يعود مجدداًالصغيرة سحر ذات الثلاثة اعوام ظلت تطوف صباحاً حول سرير في الفناء الخارجي ينام عليه خالها ، كانت تسحب الغطاء منه وهي تعتقده أباها ، وحين لا تجده تجيب لنفسها بابا في الشغل . خارج السور :حين هممت بالمغادرة سألت أرملة الشهيد عن رقم هاتفها للتواصل معها ، أجابتني لا أملك تلفون …!!! ، لم يسرق هاتفها أو يضيع أو أبتاعته لتغيير الموديل ….هي حرفياً لا تملك هاتف …!!
لك الف شكر علي هذا العمل ونرجوا من كل الاخوة العاملين بالصحافة مثل هذا العمل
نرجوا لك التوفيق والسداد علي هذا العمل الجيد ونسأل الله لك التوفيق