مقالات

صراخ الولادة وصراخ الموت حار / آخر الليل/ إسحاق أحمد فضل الله


و خمسة و ستة جوني
من النوم صحوني
في النيران قلوني …
و إن كنت شاباً في الستينات فأنت تعرف الأغنية الراقصة .
و أغنيات الرقص الفرحان التي يقولها الناس عند البهجة و يرقصون عليها عادةً أغنيات لا معنى لها
و ليس مهماً و المعنى يفسدها لأن الفرح هو عادةً شيء يلغي العقل و يطلق الرقص .
الرقص لأعظم فرح .
فرح الشفاء من السرطان …
و الناس عند الفرح تعوِّج الكلمات .
و أمس الأول بعد أن قال إبراهيم الأمين إن الوثيقة الدستورية قام ثلاثة بتعديلها سراً الناس تنقر الدلوكة و تقول :
الحمد لله …بعد تسعة طويلة … بقينا أربعة طويلة بقينا ثلاثة طويلة ..
و ….
لكن العقول التي تنظر من من نوافذها إلى رقص الناس في الشارع تلتفت إلى الأوراق الرصينة التي تعيد رسم السودان الآن … سودان ما بعد طويلة و طويلة
و من الإوراق ..
حكومة جديدة …. و متى و كيف .. ؟
و من الأوراق إعادة المفصولين ( الذين سوف يرفعون قضايا ضد التمكين ) .
و من الإوراق تِرك و الشرق .
و منها قضية وثيقة جوبا .
و كلمات (متى و كيف) للحكومة الجديدة تطلق العيون للإجابة .
و تحديد بداية التنفيذ … تنفيذ قرار إلغاء قحت … تحددة حادثة صغيرة .
و مشهد صغير .
الحادثة هي أن السيد و جدي يطلب من رئيس القضاء تأجيل قرار المحكمة الذي يوقف التمكين من كل عمل
و رئيس المحكمة العليا يقول بصرامة القاضي القديم
: – لا تأجيل …. و كل شيء يبدأ الأحد العاشر من أكتوبر
عندها و الكلمات هذه يتخطى الحكم مرحلة ( صدور القرار ) إلى مرحلة الأمر بـ ( تنفيذ القرار) .
الحادثة الصغيرة كانت هي هذه
و المشهد الصغير كان هو
الناس لا تنتظر الأمر بالتنفيذ .
فالأربعاء الماضية صباحها يشهد عودة المفصولين إلى الوزارات .
و المفصولين يستقبلهم الناس / ليس بالهتاف / … المفصولون يستقبلهم الناس بالغناء المجنون من الفرح و البنات رقصن و البهجة لم يكن سببها هو عودة هؤلاء .
البهجة سببها هو أن الخروج من الغم
يصبح حقيقة …
و المفصولون أبرزهم هم القضاة .
و القضاة يعودون اليوم .
و البهجة ليس سببها أن القضاة يعودون … البهجة سببها هو أن ( القانون عاد )
و الشرطة ألف و مائة منهم ممن طُردوا يقفون اليوم بالزي الرسمي أمام الداخلية قالوا
: – حتى نعرف من طردنا و لماذا .. ؟
و المشاهد تعني أن الفاعل يصبح الآن مفعولاً به منصوباً مكسوراً مجروراً
و الجملة الأخيرة قالها المعلمون الذي فُصِلوا و يعادون الآن .
( و المحللون يقولون إن قحت التي تسوق الناس بالخلا كان الشيوعي هو الذي يسوق قحت بالخلا ) .
فالوزارات ٧٠ % من و كلائها هم الشيوعيون
و هم الذين كانوا يستغلون حقد قحت و يجعلونها تنزل بالناس الكوارث و تكتسب عداء الناس .
و عداء الناس لقحت هو من أهم أهداف الشيوعي .
و قحت الأسبوع الماضي تكتشف بحر الكراهية الذي سقطت فيه و هي تطرد الناس قالت
: – كنا نفصل الناس بقوائم يُعدُّها بعض الجهلاء
و قحت لما جفَّفت البنوك و رأت الكارثة قالت : – إتخذنا هذا القرار وفق توصيات من أناس لا يعلمون شيئاً
و قحت تنظر الآن إلى حقيقة أن الأمور ( جات رادة) و تُقرِّر العمل لتبقى .
……
قحت تعد لحشد في قلب الخرطوم
و إبراهيم الأمين تنسب إليه المواقع أنه قال إن
: – الإمارات أمدّتنا بمليوني دولار للحشد هذا .
و من الأخبار أن قحت ترسل قادتها للأقاليم للإعداد للحشد هذا .
و حشد في الحادي و العشرين .
و حشد مضاد في اليوم ذاته في الساحة .
لكن الأمر كله تتجاوزه الأحداث ..
…….
فالمؤتمر السبت الماضي في القاعة يُجرِّد قحت من كل سلطان سياسي .
بعدها البرهان و المجلس و من خلفهما الجيش و الناس و الترويكا و تِرك و الحركات كلهم يطلب من حمدوك حل الحكومة الحالية .
ثم حكومة جديدة غير حزبية
و من يقبلها أو يرفضها هو المجلس السيادي .
و البرهان يلتقي حمدوك الجمعة لثلاث ساعات .
و الزمن الطويل هذا يعني ….. الترتيبات .
و الجيش و المجلس السيادي كلهم يمسح الطريق للقادم .
فالسيد تِرك يقبل وساطة البرهان …. و يفتح الطريق …. و القبول هذا بعد أن رفض تِرك وساطة قحت له معناه .
و الأحداث كل الأحداث هي الآن شيء يسبق القرارات بعد أن شعر الناس أن القوة الآن / الجهة التي بيدها الآن القانون و الجيش و القضاء و إدارة أزمة الإختناق و و . و و /القوة الآن هي بكاملها في أيدي المجلس و الناس .
و القضاة الذين كانوا هم من يُفجِّرون خطوة القرار الأسبوع الأسبق يصبحون هم إبتداءاً من صباح اليوم من يُفجِّرون خطوة التنفيذ .
القضاة إن هم توقفوا منذ اليوم عن تنفيذ قانون قحت و عادوا للقانون القديم عندها تكون قحت قد ماتت
و يكون السودان قد بُعث من الموت …

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى